مجلة الآداب (Jun 2015)

العناصر الاساسية في تخطيط المدن العربية الاسلامية

  • Ayed wasamiy Sahab

DOI
https://doi.org/10.31973/aj.v0i112.1469
Journal volume & issue
no. 112

Abstract

Read online

تخطيط المدينة العربية الاسلامية كان يقوم على عاملين اساسيين هما مكان العبادة والسكن وهناك دوما ثالوث ديني وسياسي واقتصادي يتمثل في مركز كل مدينة الا وهو المسجد ودار الامارة والسوق ويضاف اليهما الرحبة او الميدان . الا ان الكثير من الدول العربية تبنت الافكار الغربية في العمارة والتخطيط ، مما ادى الى طمس المعالم وعناصر الاصالة المميزة في تخطيط المدينة العربية الاسلامية،فظهرت المباني ومخططات المدن ذات الشكل الغربي لا تتوافق مع المعايير التخطيطية الاصيلة التي تحقق الوظائف والاحتياجات البيئية والأنسانية للمجتمع العربي الاسلامي . وقد تبنى العديد من المخططين والمهندسين الفكر الاجنبي في العمارة والتخطيط حتى اصبح هو الاتجاه السائد.واذا استمر هذا الغزو الفكري الغربي على ما هو عليه سيؤدي حتما الى تغيير في القيم وبالتالي سيفقد المجتمع العربي المسلم قيمه الحضارية وتمحى الشخصية المميزة له. لقد ناقش البحث نشأة المدن العذربية الاسلامية ودراسة العناصر الاساسية في تخطيطها وخصائص النسيج الحضري المكون لها بهدف الوصول الى عناصر الاصالة التي كانت تتميز بها المدن العربية الاسلامية والتي يمكن الاستفادة منها في تخطيط المدينة العربية المعاصرة. المقدمة : العديد من المدن نمت وتطورت على اثر الفتوحات الإسلامية بفضل الجهود الصادقة للمسلمين ، فضلا عن ما تم تشييده من مدن جديدة أضيفت إلى رصيد المدن القائمة ، حيث اختاروا لها المواقع المتميزة وأضافوا إليها من فنونهم المختلفة والمتعددة في شتى المجالات حتى بلغت المدينة ذروتها ومجدها وأصالتها وعظمتها في ظل الدولة الإسلامية ، حيث كان للمسلمين الرغبة الحقيقية في البناء والتعمير وذلك من منطلق عقيدتهم الاسلامية.ولقد كانت الحضارة الاسلامية تموج بديار الاسلام من الاندلس غربا لتخوم الصين شرقا ، وازدهرت مدن حضرية عظيمة مثل الكوفة والبصرة وبغداد ودمشق والقاهرة والفسطاط والعسكر والقيروان والجزائر بينما كانت اوربا وبقية انحاء المعمورة تعيش في ظلام حضاري وجهل مطبق،فكان المسلمون هم السبب في ظهور عصر النهضة الاوربية لأنهم هم الذين حملوا المشاعل التنويرية للعالم في العصور الوسطى حتى اصبحوا سادة العالم و معلمية. وقد تميزت المدن في العصور الإسلامية بمورفولوجية كانت وليدة احتياجات وظروف سكانها حيث لم يكن علم التخطيط معروفا بمفاهيمه ونظرياته المعاصرة ، كما أن وسائل وأساليب البناء في العصور القديمة كانت تختلف كل الاختلاف عن مثيلاتها الحالية ، وعلى الرغم من ذلك فقد ظهرت اتجاهات تخطيطية وعمرانية تمثل قيما ومبادئ ومعايير في التخطيط والعمارة ، وعليه تعتبر المدن الإسلامية في العصور الوسطى مثالية من وجهة نظر التخطيط المعاصر بنظرياته الحديثة لما حققته من توافق وتطابق بين الاحتياجات المادية والمعنوية التي جاءت تشكيلا فراغيا يعبر عن المؤثرات الاجتماعية والاقتصادية والثقافية والدينية. ودار الزمان دورته وحل العصر الحالي ليشهد ما انحدرت اليه المدينة العربية الاسلامية مقارنة بمدن الغرب ، لأسباب عديدة منها ، التقلص وانحسار النمو والتوسع والامتداد العشوائي نتيجة لمؤثرات سياسية أو اقتصادية أو اجتماعية أو طبيعية في بعض الحالات ، أو نتيجة لأسلوب التغريب الذي ساد العديد من المدن العربية وهو ما يطلق عليه البعض بالاستعمار الذاتي

Keywords