مجلة ابحاث كلية التربية الاساسية (Nov 2007)

دور آل كوبرلو في إصلاح أوضاع الدولة العثمانية (1656 ـ 1702م)

  • نسيبة عبد العزيز الحاج علاوي

Journal volume & issue
Vol. 6, no. 2
pp. 258 – 269

Abstract

Read online

بذل آل كوبرلو جهداً في إيقاف عوامل الانحلال في الدولة العثمانية حيناً من الزمن ، عندما تولى محمد كوبرلو وابناءه الصدارة العظمى في الدولة العثمانية في وقت كانت الدولة تعيش فيه ظروفاً داخلية وخارجية بالغة الصعوبة ، فقد تولى عرش آل عثمان السلطان محمد الرابع (1648 ـ 1687) ولم يتجاوز عمره سبع سنوات فأصبحت جدته السلطانة (ماه بيكر) نائبة للسلطنة التي كانت لها سلطات واسعة إلى جانب تحالفها مع القوة الأهم في الدولة وهي القوة الانكشارية ، مما جعل الدولة عرضة للتقلبات السياسية والحربية ، وكان نتيجة ذلك أن لحقت الهزائم بالأسطول العثماني أمام أسطول البندقية الذي أحتل جزر عثمانية في البحر المتوسط ، كما واجهت الدولة تمردات الفرسان (السباهية) ، فضلاً عن اشتداد الخلافات بين السلطانة (ماه بيكر) جدة السلطان محمد الرابع ووالدته السلطانة (خديجة تارخان) على نيابة السلطنة ، إذ أرادت الجدة قتل حفيدها السلطان محمد الرابع لابعاد والدته خديجة تارخان عن نيابة السلطنة ، فاكتشفت خديجة تارخان المؤامرة فدبرت مؤامرة مضادة قتلت فيها السلطانة (ماه بيكر) في سنة 1651م ليحسم الصراع لصالح خديجة تارخان ، كما اضطربت أحوال الأناضول نتيجة الثورات المستمرة فيها بسبب الأوضاع الاقتصادية المتردية في البلاد ، فاختل النظام وتأزم الوضع حتى أصبحت الدولة في مهب الريح ، ولم ينقذها مؤقتاً سوى الجهود التي بذلتها أسرة كوبرلو.أمام هذه الأوضاع المتردية للدولة أسندت خديجة تارخان الصدارة العظمى إلى محمد باشا كوبرلو الذي تعهد لها بقمع الفساد الداخلي وفتح المضايق وإنقاذ استانبول ، وفي المقابل اشترط على السلطانة خديجة تارخان أن يكون مستقلاً في إدارته للدولة ، وأن تطلق يده في اختيار شاغلي المناصب الحكومية ومنحه سلطات واسعة، وعدم الاستماع إلى الوشايات ضده، فوافقت السلطانة على تلك الشروط ، كما أنها انسحبت من الحياة السياسية للدولة على الرغم من كفاءتها وذكائها ، لاسيما أنها شخصت الأضرار التي تكبدتها الدولة بسبب تدخل والدة زوجها (ماه بيكر) في السياسة وعملت كل ما بوسعها لمنع تدخل نساء السراي في السياسة ، وبانسحابها من السياسة انتهى الدور المسمى (سلطنة النساء) ليبدأ دور آل كوبرلو (1656 ـ 1702م) الذين انتهجوا سياسة إصلاحية هدفت إلى انتشال الدولة العثمانية من أوضاعها المتردية ، وكان لعميد هذه الأسرة ممد باشا كوبرلو دوراً كبيراً في هذا الإصلاح ، إذ أثبت أنه رجل مرَّ بتجارب كثيرة وخبر أمور الدهر وصدماته ، وكسب معرفة في فن الإدارة والسياسة ، فقام هو وأبناءه بأعباء الدولة خير قيام ، واستأصلوا المفاسد من الجيش والحكومة، وبذلك أنقذوا الدولة وأوقفوا عوامل الانحلال لمدة نصف قرن.

Keywords