İlahiyat Akademi (Jun 2022)
مقارنة بين الزّجّاج والنّحّاس في كتابيهما إعراب القرآن
Abstract
يُعد إعراب القرآن الكريم من أفضل العلوم وأجلها؛ لأنه يعنى بدراسة وبيان معاني القرآن وإيضاح كلامه، وقد اهتم به الأولون من العلماء قبل الآخرين، وأبلوا فيه كل بلاء حسن، بل ويعتبر القرآن الكريم المحفز الرئيس لنشأة وتطور علم اللغة بشكل عام وعلمي النحو والبلاغة بشكل خاص، ولذا قدم العلماء فيه كل الجهد مبرزين إياه تقعيدا وتنظيما، ومن ثم نزلوا ما قعدوه من قواعد وألفوه من علوم على كتاب الله عز وجل ليستبين القارئ له سبل الرشاد والغاية من المراد، ومن أولئك العلماء الأجلاء في هذا المضمار كل من الزجاج (ت: 311 هـ)، وتلميذه النحاس (ت: 338 هـ)، اللذين كان لهما الأثر الكبير في مسيرة الدراسات القرآنية على وجه العموم، ومسيرة الدراسات المتعلقة بإعراب القرآن الكريم على وجه الخصوص، حيث إن كتابيهما يعدان من أشهر كتب إعراب القرآن الكريم، وفي سعينا لإبراز منهجيهما نكون سعينا في تقديم منهج لإعراب القرآن في القرن الرابع الهجري على يدي العالمين الجليلين ومما يمتاز به أن العلاقة بينهما علاقة الأستاذ بطالبه، ومع ذلك لم تخل من خلاف في المنهج أو التطبيق بين الفينة والأخرى في كتابيهما، وهذا إن دل يدل على الحرية العلمية وتطورها في ذلك العصر، والتي ربما تتابع أثرها إلى عصرنا الحالي، إضافة إلى أن المستفاد من مثل هذه الدراسات يبرز مدى معرفة أبناء تلك الحقبة لقواعد العربية نحوها وصرفها، من خلال التطبيق المعتمد في منهج المؤلفين اللذان لم يقفا في إعرابهما على كل كلمة ولا على كل جملة ولا أتيا بتفصيل الإعراب كما هو المعهود في أيامانا هذه، وكما سيبدو جليا في ثنايا البحث، وبالمقابل يرينا مدى المعرفة الواجب علمها في قواعد العربية على أبنائها لفهم كتاب الله عز وجل على الأقل في تلك الحقبة وما يجب العمل عليه للوصول إلى تلك السوية في أيامنا هذه. فتناولت هذه المقالة الحديث عن المقارنة بين كتابيهما إعراب القرآن الكريم في المنهج والأسلوب ومادة العرض، إذ تناول الفصل الأول لمحة تاريخية عن مباحث إعراب القرآن وأشهر كتبه، بعد التعريف بمفهوم إعراب القرآن الكريم، أما الفصلان الثاني والثالث فقد خُصصا للكلام عن كل من الزجاج والنحاس كل على حدة، وذلك من حيث نسبهما، وحياتهما، وعلمهما، وآراء العلماء بمنهجيهما، وفي نهاية كل فصل تناول الحديث عن كتابيهما إعراب القرآن بشكل مفصل من حيث المنهج والأسلوب في سردهما لكتابيهما وما المواضيع التي تطرق لها كل منهما كاستخدامهما للجانب اللغوي واللفظي والنحوي والبلاغي في تحليل وإعراب الآيات، مع ذكر العديد من الأمثلة التي تبين المراد مما مرّ، والتنويه على استفادتهما من الأحاديث النبوية والقراءات القرآنية، واستشهادهما بآراء النحويين والبلاغيين والمفسرين والقراء، علاوة على استشهادهما بكلام العرب؛ شعرًا ونثرًا وحكمًا وأمثالًا، وأردف البحث بخاتمة تحوي أهم النتائج والتوصيات التي توصل إليها الباحثان.
Keywords