مجلة جامعة تشرين للبحوث والدراسات العلمية- سلسلة الآداب والعلوم الانسانية (Jan 2022)
دور الفيلسوف الفرنسي غاستون باشلار في تطوير التفكير الإبستمولوجي
Abstract
لقد عبر فيلسوف العلم المعاصر الفرنسي غاستون باشلار بشكل واضح ودقيق عن طبيعة العلاقة الجدلية بين العلم والمنهج بقوله: " عندما يغير العلم مناهجه يصبح أكثر منهجية "[1] ، ومن خلال هذه الرؤية الفلسفية لطبيعة العلاقة بين العلم ومناهج البحث ، طرح باشلار فرضية تدور حول طبيعة العلاقة بين الإبستمولوجيا كعلم ومنهجية التحليل النفسي للمعرفة العلمية لهذا السبب يؤكد باشلار وفي معظم مؤلفاته على أن المهام الأساسية للإبستمولوجيا هي القيام بتحليل نفسي للمعرفة الموضوعية ، وقد حاول باشلار جاهدا توضيح الصورة الأساسية التي تربط الإبستمولوجيا بمنهج التحليل النفسي، الذي استطاع من خلاله تأسيس مجموعة من المفاهيم الإبستمولوجية كمفهوم العقبة الإبستمولوجية ومفهوم القطيعة الإبستمولوجية والعائق الإبستمولوجي والعقلانية التطبيقية والتراجع الزمني وغيرها الكثير من المفاهيم، التي استفاد منها التحليل الإبستمولوجي من التحليل النفسي والتي ساعدته في تحليل المعرفة العلمية، وقد استفاد باشلار من فرضية { اللاشعور} التي نادى بها سيغموند فرويد والتي تقوم بالأساس على كبت الرغبات أو ما يسمى { المكبوتات النفسية } حيث استطاع باشلار من خلال منهج التحليل النفسي للمعرفة العلمية ونقل مجال تطبيقها من الحياة النفسية للشخصية الأنسانية إلى مجال العمل العلمي والمعرفي. والتي سماها {العوائق الإبستمولوجية} والتي هي مظهر من مظاهر تعطل العقل العلمي أو توقفه أو نكوصه وهي بالأساس ناتجة عن سيرورة هذا العمل العلمي ذاته ، بمعنى أدق أنه لا يمكن أن يكون هنالك تطور علمي دون أن يكون هناك عوائق أو عقبات إبستمولوجية فتاريخ العلم كما يرى باشلار هو جدل بين العوائق والقطيعات الإبستمولوجية.