الباحث الإعلامي (Oct 2022)
تواصل اللغة ، وتأثير صحافة ما بعد 2003 م ( دراسة في صحيفتي التآخي ، والصباح )
Abstract
تتنوع الوسائل التي يعتمدها الإعلام المقروء ( الصحافة ) في إيصال رسائله ، وتوجهاته إلى القارئين ، ولكنّ اللغة تمثّل زعامة تلك الأساليب بلا منازعٍ، أو منافسٍ حقيقي – لحدّ الآن – ويعود ذلك إلى ما تتمتع به اللغات من خصائص وميزات ، منها : السهولة ، والاختصار ، والنماء ... الخ . وفي خضم الأحداث ، والتجاذبات السياسية ، وما تحمل من تطورات عالمية كان من أهمها سقوط النظام العراقي السابق في ربيع عام 2003 م كان للصحافة نصيب وافر ، وحصة كبيرة في رصد الحدث ، وتبعاته المختلفة إخباراً، وتحليلاً ، وتفسيراً يختلف باختلاف التوجهات السياسية المتطورة ، وما أفرزه هذا السقوط لأنموذج من الأنظمة الشمولية القوية ؛ الأمر الذي يخلق نماءاً في الحدث المتتالي ، ونتائجه المتلاحقة ، وبالتالي سيحقّق تطوراً ، ونماءاً ملحوظين في الصحافة الراصدة ، والموثِّقة لكلّ ذلك . ومن البدهي بمكان القول بالأثر ، والمؤثر بين الحدث السياسي الجاذب لفضول الصحافة المتحفّز على الدوام من جهة ، والوسائل الناقلة – وأهمها اللغة – فعناصر التأثير من تسارع الحدث ، وتجلّي صراع الحضارات ، وغيرهما كفيلة بنمو التأثير سلباً ، أو إيجاباً على الصحافة من جهة ، واللغة من جهة أخرى. وقد رصد متتبعو التطور اللغوي في أحداث لبنان الدامية التي استمرت 15 عاماً تطوراً في مختلف المستويات اللغوية الإعلامية بسبب كثير من المؤثرات السياسية ، والاجتماعية ، والثقافية ، والنفسية ، يقول الحبيب النصراوي : " رأينا أنّ الصحافة مثّلت مجالاً واسعاً لتغيير واقع العربية بسبب اتصالها الوثيق بالحياة اليومية ، والعلاقات الاجتماعية التي شهدت تطوراً كبيراً ، وهذا هو العامل الأساسي في توسيع المجال الحيوي للغة ، وفي مضاعفة الأسباب ، والعوامل التي تشارك جميعاً في تطويرها ، فإنّ المجتمع يصنع لغته بالطريقة التي تتحدّد نسب حاجاتها اللغوية ، وقد وجد في الصحافة مجالاً مستحدثاً يتميز باليُسر ، والانفتاح على الجديد ، في مجال لا يخضع للقيود الصارمة التي تخضع لها عادةً الاجناس الأدبية الأخرى من نثرٍ ، وشعرٍ " ([i]) وعلى الرغم من أنّ هذا الأمر يثير حفيظة حماة العربية إلا إنّ الواقع الإعلامي المعاش يفرض لغة متطورة تحمل ميزات خاصة بها لعلّ أهمها التطور ، والتجديد ، سواء كان التطور والتجديد هذان سلبيان في واقع علاقتهما مع اللغة العربية الأم أم كانا إيجابيين يقدّمان فروض الطاعة ، والولاء للغة الضاد العتيدة . وما جرى في العراق من تطورات ، وتغييرات مشابهة لما حدث في لبنان، ولا يكاد يختلف إلا في سرعة الحدث ، ونمائه في أشهرٍ لا أعوامٍ ! وهذا البحث يدرس راصداً العنوانات الرئيسة في صحيفتين عراقيتين، هما: التآخي ، والصباح ، وقد كانت عينة البحث محددة بمدة زمنية ثابتة ( لشهرين تقريباً للتآخي ، وشهر واحد للصباح ) ، كالآتي : صحيفة التآخي ( الكردية بإصدارها العربي ) : ابتداءاً بالعدد 3982 ، الدورة الثالثة ، 10 آيار لسنة 2003 م ، 9 ربيع الأول لعام 1424 هـ إلى العدد 4019 ، 30 حزيران 2003 م ، 30 ربيع الثاني 1424 هـ . صحيفة الصباح ( التي صدرت بعد سقوط النظام ) ، العدد 322 ، 1 آب 2004 م ، 14 جمادى الآخرة 1425 هـ إلى العدد 348 ، 31 آب 2004 م ، 15 رجب 1425 هـ . يأتي اختيار الصحيفتين في مدة زمنية تجاوزت عام 2003 م ، إحداهما تمثل وجهة نظرٍ لقومية كردية لها تاريخها في العراق ، وأخرى أصبحت بمرور الأيام الصحافة شبه الرسمية البديلة لصحافة النظام السابق . وقد قسمت البحث على قسمين : الأول منهما تنظيري تناولت فيه إيصالية اللغة ، وما يتعلق بها من روابط وغايات أخرى ، ومدى أهمية ذلك في الإعلام ، وتطبيقي تناولت فيه دراسة للعنوانات المذكورة آنفاً ، وختمت البحث بمجموعة من النتائج أرجو أن أكون موفقةً فيها ، والله من وراء القصد ، والحمد لله أولاً ، وآخراً . ([i]) التوليد اللغوي في الصحافة العربية الحديثة : 123 .
Keywords