آداب الرافدين (Sep 2024)
التناص في شِعر أحمد جار الله ياسيــن
Abstract
سعى الأدب العربي منذ نشوئه إلى التفنّن بوسائل التعبير فيه؛ فانصرفَ إلى الإيجاز، وانفرد بالبيان السريع للمعنى ، والتناص بابٌ من أبواب التعبير عن المكنون والإفصاح عن المخزون بتحايلٍ أسلوبي ماتِع يكسر قيد القراءة، ويحرّر النص المودع فيه من جمود الفكرة إلى فضاء الصوت والصورة لتصير القصائد لوحات مرئيّة، ونوافذ مفتوحة موافقة لذات الشاعر، فضلًا عن أنّ المفارقة شكّلت مظهرًا بارزًا في شعر الشاعر أحمد جار الله ياسين حتى صارت سمتًا وسمةً عُرِفَ بها؛ فقد لخّصتْ تجربته الشعريّة في (الأدب الساخر)، وجاءت على درجةٍ ناضجةٍ وواعية، ومفعمة بالمضامين الثقافيّة المستمدة من الواقع، مرّر بها تقنية التناص التي عالجت نواحي عديدة ترتبط بالإنسان والمجتمع، والسياسة، والأدب، فمالَ فيها إلى تشكيل إيقاعٍ عفوي تلقائي بسيط مقدّم لجمهورٍ واسع يتحاور معه بلغته الحياتيّة التي يفهمها، وبمشاكله التي يعانيها، وهو مع هذه اللغة العصريّة السهلة قد شحن عباراته الشعريّة بطاقاتٍ دلاليّة امتدت إلى قراءات فكريّة مدهشة استحدثها بلغةٍ شعريّة يفهمها القريب، والبعيد، كما استحضر تقانات كثيرة استهدفت تصوير الواقع وأحداثه بآليات الحداثة فنوّع أشكالها ، تارةً يجعلها في عنوان القصيدة، وتارةً في عنوانات دواوينه، ويوزّعها بين التصوير والحسّ الدرامي الممتزج بالتهكم والسخرية، فقلما خلا نصٌّ من السخرية والتهكم؛ فقد تماهت السخرية في أغلب النصوص الشعريّة؛ لأنّ السخرية كانت فرصةً للنجاة والهرب من الواقع، ومحاولةً جادّة للقدرة على العيش.
Keywords