آداب الرافدين (Mar 2022)

موقف شوبنهاور من الفنون الجمیلة

  • زهراء أَمجد الطریة الطریة,
  • صباح نصیف

DOI
https://doi.org/10.33899/radab.2022.173255
Journal volume & issue
Vol. 52, no. 88
pp. 517 – 536

Abstract

Read online

موضوع بحثنا هو (موقف شوبنهاور من الفنون الجمیلة)، إِذ یُعدُّ من الموضوعات الممیزة التی شغلت تفکیره فهو من الفلاسفة الذین کرَّسوا حیاتهم للکتابة الأدبیة وتذوق الفنون، وعلى الرغم من تأثره بالآداب الأوربیة المختلفة، إِلَّا أن أثر أفلاطون(ت347ق.م) وکانط(ت 1804م) على فلسفته فی الفن والجمال کان واضحاً على نحو ما یظهر فی الجزء المخصص لهذه الموضوعات من مؤلفه الکبیر بأقسامه الأربعة بعنوان (العالم إرادة وتمثلاً) الذی نشره عام (1819)، ولهذا فهو یعد من الفلاسفة الذین أکدوا على أن الجمال منزه عن المنفعة وعن الغایة حاله کحال کانط، فأخذ یسّمو بالقیمة الجمالیة ویضعها فی أعلى مستوى یمکن أن یرقى إلیه الإنسان، هذا من جانب ، ومن جانب آخر نجد أن فلسفته الجمالیة مشتقة من مذهبه الفلسفی العام، والفنان مثله فی هذا الشأن مثل الفیلسوف؛ إذ یشارکه فی عبقریته ومضمونها العام هو القدرة على التأمل المیتافیزیقی؛ لأَنَّ الفیلسوف یتمثل الموجودات أو الوجود المیتافیزیقی من خلال صور عقلیة ، هنا نجد أن الفنان یتمثل هذا الوجود المیتافیزیقی من خلال أعماله الفنیة ، والغایة منه بحسب رأی شوبنهاور هی الوصول إلى نوع من الفناء التام أو الغبطة الشاملة التی تتحقق منه إرادة الفنان عن طریقها، ومن خلال إِبداعه الفنی؛ لأَنَّ مهمة الفن عنده هی تحریر المعرفة من استعباد الإرادة، فضلاً إلى نسیان الذات الفردیة ومصالحها المادیة والسمو بالعقل إلى مرتبة تأمل الحقیقة اللاإرادیة، فإذا کان موضوع العلم هو الکلی الذی یشمل جزئیات کثیرة ، فموضوع الفن هو الجزئی الذی یشمل الکلی؛ إِذ یقاس نجاح الفن بنسبة ما یقدمه من المثال الأفلاطونی للشیء أو الصفة العامة للنوع الذی ینتمی له ذلک الشیء الذی رسمت صورته.

Keywords