الذهب واستخداماته في الأندلس

Abstract

حينما وصل المسلمون إلى بلاد شبه الجزيرة الأيبيرية ، عثروا على ثروات معدنية هائلة كانت موجودة هناك لا سيما معدن الذهب ، الذي وجد بكميات وفيرة فبذلوا جهوداً كبيرة لأجل استخراجه واستخدامه كمادة أولية في صناعات متعددة ذات أهمية كبرى للدولة والمجتمع فكان أثرهم واضحاً في هذا الصدد . ورغم الإشارات والمعطيات الدالة على وجود الذهب في الكثير من المناطق التي استُخرج منها ، إلا أنَّ الروايات التاريخية لا تعطينا معلومات وافية وبشكلٍ كبير عن هذا المعدن المهم واستخدامه في صناعة الحلي والمصوغات والتماثيل الذهبية أو التجارة به ، وكل ما ورد هو عبارة عن إشارات محدودة جداً ، ونظراً لقيمتها التاريخية فأنها جُمعت لغرض الوصول إلى حقائقٍ تاريخية تكشفُ عن استعمالِ هذا المعدن المهم كمادة أولية في الكثير من الصناعات .كذلك أكدت هذهِ الروايات أنّ الفاتحين استغلوا ثروات البلاد بشكلٍ صحيح ، واستفادوا من خبرة السكان الأصليين ، وجلبوا الأيدي العاملة من المشرق الإسلامي لأجل المساعدة في استخراج معدن الذهب من نواحي الأندلس المختلفة ، واشتغل هؤلاء في مهنة صياغة الحلي والمجوهرات الذهبية وبرعوا في هذهِ المهنة فتزينت المدن والمساجد والقصور وسُكت النقود الذهبية . وبلغت الأندلس أوج تطورها لا سيما في عصر الخلافة الأموية(316-422هـ/ 928-1030م) ، فتطورت مهنة صياغة الذهب وازدهرت ازدهاراً لا مثيل له ، وبرع الصاغة الأندلسيون في صياغة الذهب ، وصاغوه وفق لمسات فنية قوطية ، أو وفق الطراز العراقي ، الأمر الذي يدل على أن هذهِ المهنة كانت متقدمة ، ورائجة في المجتمع الأندلسي، ورغم هذا التقدم إلا أنَّ إنتاج السلع والمنتجات المصنعة من الذهب والفضة والمجوهرات كـان قليلاً جداً ، إذا ما قـورن بكثرة الطلب عليه وحاجة المجتمع الأندلسي له . ولضرورة تقتضيها طبيعة الدراسة استخدم الباحث المنهج التاريخي القائم على ربط الأحداث التاريخية مع بعضها البعض، ووصف ما يمكن وصفه، بالانتظام بمقدمة ومبحثين وخاتمة خُصص المبحث الأول لبيان مصطلح الذهب وتسمياته المختلفة، ومعرفة أماكن استخراجه في الأندلس، أما المبحث الثاني فقد خُصص لبيان استخدامات الذهب وأبرز الصناعات التي يُدخل فيها الذهب كمادة أولية، آملين الوصول إلى حقائق تاريخية يمكن الاعتماد عليها تتجسد بخاتمة الدراسة.

Keywords

• الأندلس
• الذهب
• التبر
• الياقوت
• الفضة
• النحاس