Journal Of Babylon Center For Humanities Studies (Jul 2021)
تداخل الأجناس الأدبية في شعر مسلم الطعّان
Abstract
إن الشعر والسرد جنسان أدبيان، ولكل واحد منهما خصائصه وسماته التي ينفرد كل واحد منهما، إلا أنهما يتداخلان ويتقابلان في مجموعة من المميزات والخصائص، فالشعر يعتمد على الوزن الشعري والإيقاع والأسلوب الذي يدخل إلى النصوص الشعرية السردية كي يوظف تقنياتها وخصائصها بنسبة كبيرة، فيصبح النص الشعري عبارة عن قصة أو حكاية تروي الأحداث الدرامية التي تقوم على بناء الشخصيات بمشاهد حوارية يتخللها الزمان والمكان وباطار محكم، فتساهم هذه العلاقة الوظيفية مساهمة فعالة عبر امتزاج النسيج السردي والشعر، لأن الإيقاع الشعري جزء من البناء السردي فيصبح التداخل ما بين السرد والشعر واضحا وجلي خصوصا عندما يصبح النص الشعري قادرا على تقديم مشاهد درامية تظهر في الحوار الدرامي المعبّر عن الشخصيات السردية وصراعها مع أحداث متوالية في الفضاء الزمكاني المؤثر. فترتبط شعرية النثر في شعر مسلم الطعّان بتأويلات ودلالات المعاني المقصودة التي تضمنها شعره، بعّد الشعرية مصطلحا يتخذ من الانساق والخصائص الفنية والجمالية عنوانا لها، فتبدع مستويات إيقاعية ودلالية تدل دلالة واضحة على قدرة الشاعر وعمق نصه النثري. نجد أن شعرية النثر وتقابل التأويل وتداخل الأجناس، تجسدت في الأنساق النثرية المتمثلة بالعنونة والاستهلال والخاتمة أولا، وفي الاتساق الإيقاعي وتقنياته المتمثلة بالسجع والجناس والتضاد ثانيا، فهذا الاتساق والتشكيلات الايقاعية ارتبطت فيما بينها بصورة منسقة ومنتظمة ايقاعيا وتأويليا مكونة البنية التركيبية والدلالية للنص. إنّ الأجناس الأدبية في نصوص الطعّان الشعرية كيانات حيّة تتطور وتتحول بتطور الأزمنة والمجتمعات الإنسانية. كما نجد في شعره أنَّ طبيعة الحدود تكون واهية بين الأجناس ما يعني قدرتها على التداخل والتفاعل. كما أنَّ الأنساق النثرية لدى الطعّان تتشكل في قوالب تأويلية ايحائية تتنوع فيها الوظائف تبعا لقوة النص وشعريته، إذ تنفتح على جميع التأويلات وتسلط الضوء على مضامين النص الشعري وموضوعاته الذي سيؤدي خطابا يستميل القارئ ويشد انتباهه لإدراك مقاصد النص وتأويلات معانيه التي تنسجم معه هوية انساقه وتركيباته اللغوية.