مجلة الآداب (Dec 2024)

التوزيع الجغرافي للتكوينات الجيولوجية لحجر اللازورد ودورها في ظهور طرق تجارته القديمة مع بلاد الرافدين للألفية الرابعة والثالثة قبل الميلاد

  • أحمد الغريري,
  • فرقان السعد

DOI
https://doi.org/10.31973/2fhjfj34
Journal volume & issue
no. 151

Abstract

Read online

يبدو ان الحجر السماوي الازرق المعروف بـ اللازورد قد عرفته شعوب العالم القديم منذ الالفية الخامسة قبل الميلاد، والذي سرعان ما اكتسب القُدُسيَّةَ في ثقافات تلك الشعوب، بسبب لونه الازرق المشابه للون السماء. ان ندرة وجود هذا الحجر المتحول – شبه الكريم بسبب عمليات تشكله في الطبيعة كنتيجة للتماس الصهيري مع الصخور الكربوناتية (حجر الكلس او الدولومايت) وندرة إنتاجه في الطبيعة بسبب التعقيد الكبير في عمليات وجوده. فضلاً عن، هالة القُدُسيَّةِ التي احاطته في الحضارات القديمة، جعلته يصبح أغلي من بقية المعادن النفيسة المعروفة وقتذاك كالذهب. الامر الذي دفع بطرق تجارته للنمو والتطور السريع منذ الالفية الخامسة قبل الميلاد لتغطي معظم العالم القديم وقتذاك. ظهرت مناجم بدخشان في افغانستان بصفتها المنطقة الرئيسة والوحيدة تقريباً في العالم القديم لتعدين اللازورد وتصديره، واستمرت اهميتها العالمية بالاتساع مع استمرار جودة احجار اللازورد المستخرجة من مناجمها، كما في لازورد منجم (سار إي سانغ - Sar – e – Sang). وعلى الرغم من وجود تكشفات صخرية للازورد في منطقة بايكال وغيرها، إلا إن انخفاض جودته جعلته لا يتمكن من منافسة لازورد افغانستان. إِستُخدِمَتْ عمليات النقل البري والنهري لنقل اللازورد منذ منتصف الالفية الرابعة قبل الميلاد، ودخل النقل البحري في هذا المضمار بعد عام 3500 ق.م. كذلك، فقد وصلت احجار اللازورد من افغانستان إلى العُراق القديم اثناء حضارة العبيد (4500 – 3500 ق.م) واصبحت لها اهمية بالغة في حضارة بلاد ما بين النهرين منذ ذلك الوقت. إنَّ تطور طرق تجارة اللازورد وازدهار تجارته مع مجتمعات العُراق القديم، جاء من ندرته وتحول هذه الندرة إلى قدسية بعد دخوله مع الذهب في إنشاء تماثيل ومجسمات الآلهة القديمة لسكان وادي الرافدين.

Keywords