المجلة الدولية للعلوم الإنسانية والاجتماعية (May 2022)

ظاهرة البُـــــخْــــل في الشِّعـــــــــــر الجاهلي

  • Dr. Roqaya Ibrahim Al-Haaj Badri Muhammed

DOI
https://doi.org/10.33193/IJoHSS.33.2022.407
Journal volume & issue
no. 33

Abstract

Read online

مـجَّد العرب على مرِّ التاريخ خُلـــق الكرم، وعدّوه من الخِصال الأساسيّة في حياتهم، وانعكس ذلك في شعرهم الذي تغّنوا به ، وذخرت دواوينهم بمدح الجواد الكريم ، على أنّ شيوع الكرم فيهم وتقديرهم للكرماء لا ينفي أنَّ بعضهم كان على بُخُل ، يضنُّ بماله عن السؤال ، ويتهرّب مِن النَّوال ، وقد هُجي بالُبخل بعض رجالهم ، وذُمَّ البخيل الشَّحيح، فصفة البُخْل من الصفات اّلتي تُكسب صاحبها العار واللوم عندهم. تناول الشَّعراء ظاهرة البُخل في العصر الجاهلي بكثرة فعابوه وذمـُّــوه ، وابتعدوا عمن اتصف به ، وجُعل وسيلةً للنيل من القبيلة ، والتقليل من قدرها بين القبائل ، فهو خُلُق مذموم شائن ، وهو عارٌ على الفرد والقبيلة ، وسلاحٌ حادٌ يصبُّه الشَّاعر على المهجوِّ ، ووسيلة فعَّالة في مواجهة الأعداء والخصوم . فشبّهوا البخيل بالضَّال المفسِد بماله ، وصوَّروا فزع البخيل عندما يحلُّ عليه زائر ، والبُخْل عنده مبقٍ للمال ، و البخيل يبتعد عنه قومه ويذمُّوه ، والبُخل لا ينفع صاحبه ولا يُعلي من شأنه وهو يورث الذُّلَّ والمهانة ، وفخروا بعدم وجود بخيل في قومهم ، وتعفُّفوا عن البُخْل ولو كان مرةً واحدة ، وعيَّروا الخصم بالبُخْل ، وطلبوا صفاء العيش ولو كان قليلاً مثل عطاء البخيل ، وعابوا البُخل على الأقرباء والجُود على الأباعد ، وجعلوا البخُل من صفات لعن القوم وهجاؤهم ، كما ورد البُخل المعنوي ببخل المرأة عن الوصال وعند اللقاء ، كما أظهر الشُّعراء دور النِّساء وخاصة الزوجات ، في حثِّ أزواجهم على البُخْل ، وتخويفهم من الكرم ، كما استخدم الشعراء كذلك ألفاظاً تدلُّ على البُخْل مثل ( ضنَّ – وشَحَّ – مَسَكَ ) ، وعبـــَّروا عن رؤيتهم عن البُخْل بما كان سائداً في مجتمعاتهم الجاهلية من تقبيح لهذه الصفة .

Keywords