المجلة الدولية للعلوم الإنسانية والاجتماعية (May 2022)
ظاهرة البُـــــخْــــل في الشِّعـــــــــــر الجاهلي
Abstract
مـجَّد العرب على مرِّ التاريخ خُلـــق الكرم، وعدّوه من الخِصال الأساسيّة في حياتهم، وانعكس ذلك في شعرهم الذي تغّنوا به ، وذخرت دواوينهم بمدح الجواد الكريم ، على أنّ شيوع الكرم فيهم وتقديرهم للكرماء لا ينفي أنَّ بعضهم كان على بُخُل ، يضنُّ بماله عن السؤال ، ويتهرّب مِن النَّوال ، وقد هُجي بالُبخل بعض رجالهم ، وذُمَّ البخيل الشَّحيح، فصفة البُخْل من الصفات اّلتي تُكسب صاحبها العار واللوم عندهم. تناول الشَّعراء ظاهرة البُخل في العصر الجاهلي بكثرة فعابوه وذمـُّــوه ، وابتعدوا عمن اتصف به ، وجُعل وسيلةً للنيل من القبيلة ، والتقليل من قدرها بين القبائل ، فهو خُلُق مذموم شائن ، وهو عارٌ على الفرد والقبيلة ، وسلاحٌ حادٌ يصبُّه الشَّاعر على المهجوِّ ، ووسيلة فعَّالة في مواجهة الأعداء والخصوم . فشبّهوا البخيل بالضَّال المفسِد بماله ، وصوَّروا فزع البخيل عندما يحلُّ عليه زائر ، والبُخْل عنده مبقٍ للمال ، و البخيل يبتعد عنه قومه ويذمُّوه ، والبُخل لا ينفع صاحبه ولا يُعلي من شأنه وهو يورث الذُّلَّ والمهانة ، وفخروا بعدم وجود بخيل في قومهم ، وتعفُّفوا عن البُخْل ولو كان مرةً واحدة ، وعيَّروا الخصم بالبُخْل ، وطلبوا صفاء العيش ولو كان قليلاً مثل عطاء البخيل ، وعابوا البُخل على الأقرباء والجُود على الأباعد ، وجعلوا البخُل من صفات لعن القوم وهجاؤهم ، كما ورد البُخل المعنوي ببخل المرأة عن الوصال وعند اللقاء ، كما أظهر الشُّعراء دور النِّساء وخاصة الزوجات ، في حثِّ أزواجهم على البُخْل ، وتخويفهم من الكرم ، كما استخدم الشعراء كذلك ألفاظاً تدلُّ على البُخْل مثل ( ضنَّ – وشَحَّ – مَسَكَ ) ، وعبـــَّروا عن رؤيتهم عن البُخْل بما كان سائداً في مجتمعاتهم الجاهلية من تقبيح لهذه الصفة .
Keywords