الآداب للدراسات اللغوية والأدبية (Sep 2025)
الاغتراب النفسي والاجتماعي في السيرة الروائية (رأيت رام الله) لمريد البرغوثي
Abstract
يسعى هذا البحث إلى مقاربة مظاهر الاغتراب النفسي والاجتماعي في رواية رأيت رام الله لمريد البرغوثي، باعتبارها تجربة سردية تكشف تداعيات النفي والمنفى على الذات الفلسطينية، في أبعادها الشعورية والاجتماعية. كما يعد نصا إشكاليا من خلال طرحه لظاهرة الاغتراب بمستوييها النفسي والاجتماعي، سواء في المنفى أو حتى بعد العودة إلى وطن تغير عليه وتغير هو عنه، ساعيا إلى تصوير مشهد التمزق الفلسطيني بين وطن مفقود ومنفى بديل وعودة مشروطة وهوية قيد التشكل. ويتتبع البحث مسار البطل العائد إلى وطنه بعد غياب طويل، ويبرز كيف أن العودة إلى الوطن لا تُنهي الاغتراب، بل تضاعف حدّته، حين يصطدم العائد بصورة واقع يختلف تمامًا عن المخيال الذي ظل يحمله. ويعتمد البحث على المنهجين الاجتماعي والنفسي بغية فهم الأبعاد العميقة لتجربة الاغتراب التي عاشها مريد البرغوثي، سواء على الصعيد النفسي الداخلي أو على صعيد علاقته بالمجتمع والوطن. يتشكل بحثنا من مقدمة، وتمهيد نظري، وأربعة مباحث، المبحث الأول: الاغتراب، المبحث الثاني: تجليات الاغتراب النفسي والاجتماعي، المبحث الثالث: اللغة بوصفها مرآة للاغتراب، المبحث الرابع: الاغتراب وتشكل الهوية. وتوصل إلى أن رواية "رأيت رام الله" قد تناولت سيرة اغتراب فردي يعكس اغترابا اجتماعيا، إذ يتقاطع النفسي بالاجتماعي وتتحول العودة إلى الوطن إلى تجربة جديدة من الغربة، تكشف التمزق الوجودي الذي يعانيه الفلسطيني المنفي في ظل واقع سياسي قاهر وسياق اجتماعي متحول.
Keywords