مجلة الآداب (Sep 2015)
موارد السيرة النبوية في تاريخ الطبري - من المولد حتى الهجرة للحبشة
Abstract
من خلال دراستنا للروايات التي وردت في تاريخ الطبري عن الحقبة الأولى من حقب التاريخ الإسلامي تلك الحقبة التي تشكلت فيها النواة الأولى لذلك التاريخ والتي بُني على أساسها فيما بعد كثير من الأحكام ، يتضح لنا إن تلكم الحقبة على أهميتها وعناية رواد التدوين التاريخي المسلمين بها ظلت في كثيرِ من جوانبها غامضة وغير واضحة المعالم ، فحتى مؤرخٌ مثل الطبري الذي أمتاز بجمع الروايات المختلفة وذات المنابع المتعددة نجد هذه المرحلة من حياة النبي صلى الله عليه وسلم- بشكل خاص وحياة المسلمين عامة – نجدها غير واضحة ومشوشة ، ونجد رواياتها تتشابك في بعض الأحيان وتتضارب وتتناقض في أحيان أخرى ، فمثلاً نجد الرواية التي تتحدث عن شق صدر النبي الكريم من ملكين ، نجدها تروى أول مرة عندما يتحدث عن سنوات رضاعة النبي في بني سعد[i] ، ونجدها مرة أخرى عندما يتحدث عن كيفية معرفة النبي صلى الله عليه وسلم انه نبي من الله[ii]. وكذلك يمكن للذي يطلع على روايات هذه الحقبة أن يعرف إن معظم مصادر الطبري عنها هم رواة الحديث والسنة المشرفة سواء العدول منهم أم المجروحين من وجهة نظر المختصين في هذا الجانب ، والطبري على حرصه في ذكر مصادره ودقته وأمانته التي لا يدانيها الشك إلا انه حرمنا من معرفة من إيٍ من كتب أولئك المحدثين والرواة والإخباريين والمؤرخين ينقل ، فهو لا يذكر أسماء كتبهم ، وهذا لا يقلل إطلاقا من قيمة الجهد العلمي المتميز الذي ضمه الطبري بين دفتي كتابه ولولا هذا الجهد لظلت كثيرٌ من جوانب التاريخ الإسلامي في طي المجهول لأنه نقل عن كتب فقدت ولم يظل لها اثر ونقل عن رواة ومحدثين كان من شروط قبولهم علمياً ان يرووا من حفظهم وليس من كتاب مدون ، لذا فأن تاريخ الطبري كان وسيظل منهلاً لا يُستغنى عنه لمن يدرس التاريخ الإسلامي سواء عن هذه المرحلة التاريخية المهمة أو عن المراحل الأخرى التي كتب عنها الطبري ـ .
Keywords