مجلة جامعة تشرين للبحوث والدراسات العلمية- سلسلة الآداب والعلوم الانسانية (Sep 2021)
توافقات فرض الحماية الفرنسية على المغرب الأقصى 1902 -1912
Abstract
يمثل المغرب الجناح الغربي للوطن العربي، وكان انضمام هذه البلاد إلى حظيرة الأمة العربية وانتشار الدين الإسلامي والثقافة والدماء العربية بها في وقت مبكر، فصبغت هذه البلاد بالصبغة العربية ، وأدت بلاد المغرب العربي للإسلام خدمات جليلة منها حمل شعلة الدين الجديد والحضارة العربية إلى قلب إفريقيا بل و إلى أوروبا. كان لموقع المغرب العربي أثره على تاريخه، فقد أتاح موقعه البعيد عن مركز الخلافة العربية في بغداد أو غيرها مجالاً للعناصر المنشقة عن الخلافة ، فإن المغرب الأقصى خضع على غرار الدول العربية إلى الحماية المزدوجة، والتي ظهرت بوادرها في المغرب الأقصى منذ بداية القرن العشرين، وقد شهدت هذه الفترة تنافساً استعمارياً شديداً على المنطقة، مما جعل فرنسا تعتمد على سياسة الاتفاقيات مع الدول المنافسة والتي تريد إقامة إمبراطوريات استعمارية لها لتحقيق مصالحها، وقدمت فرنسا تنازلات لم تكن ضمن حساباتها من أجل الحفاظ على مستعمراتها في شمال إفريقيا، وإذا كان البرتغاليون والأسبان قد افتتحوا هذه الصفحة الاستعمارية في القرن الخامس عشر بهجماتهم المتتالية على الثغور المغربية المطلة على البحر المتوسط والمحيط الأطلسي، فقد شهد القرن التاسع عشر موجات أخرى متمثلة في نشاط القوى البحرية والدول العظمى الأخرى التي بدأت تدخل في ميدان الاستعمار، فقد تنافس الفرنسيون والإنكليز والإيطاليون والألمان على الخصوص في بسط نفوذهم على بلاد المغرب العربي وذلك لقربها من أراضيهم، ولكن الفرنسيون هم أكثر من عمل جاهداً لبسط حمايته على المغرب الأقصى لاستكمال سيطرته على جميع دوله.