مجلة الآداب (Dec 2023)
الأساليبُ النَّحويَّة ودلالتُها في سورتَي الحِجْر والنَّحل
Abstract
اتَّسم القرآن الكريم بعظمةٍ كبيرةٍ، ومردُّ ذلك أنّه ربّانيُّ المصدر، فيه من الإعجاز الشَّيء الكثير، ومع كثرةِ الدِّراسات التي تناولت عدَّة قضايا في كتاب الله تعالى عبرَ قرونٍ طويلةٍ، فإنَّ بلاغة القرآن الكريم وعجائبه لا تزال تبهرُ العلماء والباحثين. والمتأمِّلُ في كتاب الله تعالى، يجد أنَّ هذا الكتابَ يضمُّ أساليبَ كثيرةً ومتنوعةً، تدلُّ على تنوعٍ ساعد بشكلٍ كبيرٍ على فهم نصوص وخطابات شتّى، بما فيها الأساليب النَّحويَّة. ومن الأساليب النَّحويَّة الّتي تناولها البحثُ: أسلوب الخبر، وأسلوبا النّفي والتّوكيد، وأسلوب الأمر، وأسلوب النّداء، وأسلوب النّهي، وأسلوب التّرجّي، وأسلوبا المدح والذّم، وأسلوب الاستفهام، وأسلوب الاشتغال، وأسلوب القسَم، وأسلوب الشّرط. ويسعى هذا البحثُ للكشف عن دلالة هذه الأساليب النَّحويَّة في الجزء الرّابعَ عشرَ من القرآن الكريم، الّذي يتمثّل في سورتَي الحِجر والنّحل من خلال تسليط الضّوء على الآيات الّتي تضمّنت هذه الأساليب، ويوضّح أنَّ هذه الأساليب ليست أساليبَ ظاهريةً، وإنّما لها دلالاتٌ ومعانٍ عميقةٌ بيّنت جمالَ التّعبير القرآنيّ. وبناءً عليه، فالبحثُ يربط بين علم النّحو وعلم الدلالة؛ فبدأ هذ البحث بمقدّمةٍ حول الأساليب النَّحويَّة بصورةٍ عامّةٍ، وانتقل بعدها إلى تفصيل القول في كلِّ أسلوب بتوظيفِ شواهدَ نحويّةٍ من سورتي الحِجْر والنَّحل. وخلُص البحثُ إلى نتائجَ منها: أنّ هناك ألفاظًا وأدواتٍ وحروفًا تدخل على الجملة، وتضيف إلى معناها الأصلي معانيَ جديدةً، فهي الّتي تحدّد أسلوب الجملة نهيًا أو استفهامًا أو توكيدًا... إلخ، وأنَّ الأساليب الّتي كانت في هذا الجزء حملتْ دلالاتٍ كان يقتضيها المقامُ.
Keywords