Yakın Doğu Üniversitesi İlahiyat Fakültesi Dergisi (Jun 2022)
علم الكلام : نقاشات الهجوم والدفاع
Abstract
كان الحديث في مسائل كلامية كالعرض والجوهر والجسم والحركة وأمثالها أمرًا جديدًا في الأوساط الإسلامية، لم يعهده المسلمون من قبل، فلم تكن مثل هذه المسائل في عصر صدر الإسلام ولا في عصر الصحابة، لهذا قوبلت هذه القضايا باعتراض قطاع عريض من المسلمين، تزعمهم أصحاب الحديث والسلف، فكان رأيهم أن مثل هذه القضايا وأمثالها إنما هي بدعة من الأمر، يحرم النظر فيها كما يحرم قراءة كتب الفلسفة والمنطق وغيرها من العلوم الوافدة، ورأوا أن نتيجة تعاطي هذه العلوم قد تصل بالمسلم إلى الشك في دينه وإيمانه، لهذا فالأولى سد باب الذريعة ومنع قراءة كتب هذه العلوم أو نقاش مسائلها على الإطلاق، وقد وردت عن غير واحد من أهل الحديث أثار في اجتناب أهل الكلام وحرمة التحدث معهم ولو بأدنى كلمة.في مقابل هذا الفريق ثمة فريق آخر رأى عدمالحرج في قراءة كتب الكلام ودراستها، فالغرض الأساس منها إنما هو تقوية إيمان المرء وليس التشكك فيه، وقد ذم القرآن التقليد أشد ذم، فكان التقليد ملازمًا للكفار الذين أدّى بهم تقليدهم لآبائهم أن يكفروا ويصمّوا آذانهم عن دعوة الحق، لهذا رأوا إن إيمان المقلّد إنما هو إيمان منحط الشرف لا يصمد أمام شيء، أما علم الكلام فقد جاء كي يقضي على هذا التقليد، ببناء أصول الإيمان بناء قويًّا منبنيًا على النظر والاستدلال، كما ردّوا على مسألة أن علم الكلام لم ترد مسائله عن النبي صلى الله عليه وسلم بقولهم أن هذا أمرٌ طبَعي، لأن مثل هذه المسائل لم تطرح في عهده، فلم نعرف ذكرًا في عهده لمسائل الجوهر والعرض والجسم والحركة، وإلا كان قد تكلّم فيها حتمًا، فعدم تكلّم النبي صلى الله عليه وسلم في هذه المسائل ليس إحجامًا منه، فهو لم يرها وسكت عنها بل لأنها غير موجودة في عهده، ثم إن هذا الأمر يطّرد في سائر العلوم وليس قاصرًا على علم الكلام، فمسائل الفقه كالعتق والوصاية وغيرها لم تكن واردة بتفاصيلها في العهد النبوي، فإذا كانت مسائل علم الكلام بدعة فهذه المسائل بدعة بالأحرى.بينما نحن بين فريقين على طرف نقيض في مسألة مشروعية علم الكلام؛ وجدنا علماء آخرين متكلمين قد خرجوا برأي مختلف في المسألة، أمثال الغزالي وابن عربي نظروا إلى هذه المسألة اعتمادًا على الشخص نفسه، فقد رأى الغزالي من البداية أن دراسة علم الكلام هو من فروض الكفاية، لكن في الوقت نفسه لا ينبغي على العامي دراسة هذا العلم فإنه سيحصل له جراء هذا ضرر ويقع في الشبهات، كذلك قال ابن عربي بأن إيمان المقلد قد يكون أقوى بكثير من إيمان المتكلم.يعتبر ابن تيمية أحد المحطات الهامة في تاريخ تطور الفكر الإسلامي، وفيما يتعلق بمشروعية علم الكلام فإنه قد اعتنق رأي مذهب أهل الحديث في المسألة، لكن بالرغم من هذا خاض في علم الكلام وفي العلوم العقلية، ما ميّز طريقة التأليف لديه عن بقية مدرسة أهل الحديث والحنابلة.
Keywords