تجسير (Jun 2020)
دراسة الإسلام وحركاته: استعادة محاولة نقدية في العلوم الاجتماعية
Abstract
بعد أن فرغت من إنجاز دراستي للدكتوراه في نهاية عام 1989، التحقت بكلية سانت أنطوني في جامعة أوكسفورد كزميل باحث، حيث عكفت على إعداد الرسالة للنشر، وكذلك على إعداد ونشر كتابي "من يحتاج الدولة الإسلامية" (صدر كلاهما في عام 1991). وفي نفس الأثناء اشتغلت بإعداد ورقتين للنشر، الأولى بعنوان: "الطريق الطويل من لاهور إلى الخرطوم: أبعد من الإصلاح الإسلامي"، التي نشرت في مجلة الجمعية البريطانية لدراسات الشرق الأوسط (1990)، ودراسة أخرى بعنوان: "دراسة حركتي: العلوم الاجتماعية غير منزوعة الأخلاق". كانت هذه الدراسة عبارة عن تأملات منهجية حول إعداد دراسة عن حركة إسلامية من الداخل، مع مراعاة المعايير المتبعة في الجامعات الغربية. بعثت بتلك الورقة إلى المجلة الدولية لدراسات الشرق الأوسط، المعروفة اختصارًا بـIJMES، وكانت تلك تجربتي الأولى في التعامل مع الدوريات العلمية العالمية. ولم أكن أعرف وقتها أن هذه الدورية كانت في المقدمة في مجالها، بحيث تضع شروطًا غاية في الصرامة لمن يتقدم للنشر فيها. ومضت عدة شهور قبل أن تصلني رسالة من إدارة التحرير في الدورية، وكانت من رئيسة التحرير شخصيًّا، وهو أمر نادرًا ما يحدث كما علمت فيما بعد. وكان الأدعى للعجب من محتوى الرسالة ملحقاتها. فقد أرفقت رئيسة التحرير الدكتورة ليلى فواز برسالتها، تقارير من ستة محكمين؛ اثنان منهم رفضوا نشر الورقة، واثنان رأيا أنها قد تصلح لمنبر آخر، بينما وافق اثنان فقط على نشرها. وقد أبلغتني بأن معظم المحكمين كما ترى رفضوا نشرها، ولكنها قررت مع ذلك أن تنشرها. وطلبت مني أن أرد على ما ورد من انتقادات وتعليقات، إما بتعديل ما كتبت، أو بتعليل الرفض. وبالفعل قمت بذلك، ونشرت الورقة في عام 1991