مجلة ابحاث كلية التربية الاساسية (Aug 2024)
الموازنة بين السكاكي ومنتقديه
Abstract
ثمة قراءتان مختلفتان لدور السكاكي وإنجازه في تاريخ البلاغة العربية، تتمثل الأولى باحتفاء القدماء بالقسم الثالث من المفتاح، واعتماده بوصفه الصيغة النهائية للبلاغة العربية، وفي القراءة الثانية عدّ كثير من المعاصرين عمله في تقعيد البلاغة وترتيب مباحثها، وتقسيمها إلى علومها الثلاثة، قتلاً للروح الأدبية التي بلغت أوج ازدهارها في كتابي الجرجاني: "دلائل الإعجاز" و"أسرار البلاغة" وحمّلوه وزر الجمود والجفاف اللذين أصابا البحث البلاغي في القرون التالية لعصر السكاكي، حاول البحث أن يوازن بين بلاغة السكاكي التي ثبتت طيلة قرون من الزمان، ولا زالت ترسم للبلاغة العربية منهجها، وتضبط حركتها، وبين الانتقادات الشديدة التي وجهت إليها، وحاولت تقويض الأسس التي قامت عليها. وقدم البحث قراءة جديدة لتاريخ البلاغة بروافدها المتعددة، ومسار كل منها، والجهود التي قدمت فيها، وأثرها في البحث البلاغي، ورأى -في ضوء هذه القراءة- أن المعاصرين اختزلوا تاريخ البلاغة في أحد روافدها وهو النقد البلاغي الذي كان يحمل عنوان "البديع" ولذلك ركزوا على الذوق ورفض التقعيد والمعيارية التي انتهت إليها البلاغة على يد السكاكي.
Keywords