آداب الكوفة (Dec 2023)
الأمراض والأوبئة عند العرب في كتاب "الحيوان" للجاحظ (ت٢٥٥ هـ/ ٨٦٨م)
Abstract
الحاجة أم الاختراع، من هذا المنطلق وجد العرب ضرورة معرفة ما يواجهونه في حياتهم الصحراوية والحضرية من امراض وأوبئة لها علاقة مباشرة او غير مباشرة بحياتهم، ولما كان العرب يألفون العديد من الحيوانات كالخيول والكلاب على سبيل المثال لا الحصر ويستخدمونها في حلهم وترحالهم، لذا فأن هناك تماس مباشر بين ما يصيب الحيوان من مرض ووباء وامكانية إصابة الانسان بذلك المرض عن طريق العدوى، فنجد من الطبيعي ان يترتب على ذلك اهتمام عدد غير قليل من العلماء الذين وجدوا من الأهمية بمكان الوقوف على دراسة ومعالجة هذه الامراض وطرق انتشارها وكيفية معالجتها والوقاية منها، ولم يكن الجاحظ أول من أهتم بذلك لان العرب منذ القدم لهم اهتماماتهم بمجال الطب والأدوية ألا أن ما يميز الجاحظ هو جمعه لمعظم المعلومات التي تتعلق بالإنسان والامراض التي تصيبه من الحيوان أو من البيئة وكيفية معالجتها ولعل ما يؤكد ما ذهبنا اليه من اهتمام الجاحظ بعلاقة الانسان بالبيئة وما يصيبها منها من سقم أو عافية نجد أن أبن خلدون ((ت808 هـ)) قد أصّل لفكرة الجاحظ بقوله ((أن أصل الامراض الاغذية الغليظة والاغذية المخلوطة بأنواع التوابل، ثم أن الجو الفاسد الناتج من تزاحم الناس في المدن وتراكم فضلاتهم ومن ثم قلة الرياضة تؤدي الى ظهور الامراض))، ولعل ما يلفت النظر الى اهتمام الجاحظ بالأغذية وأوقات تناولها هو لإصابته بالفالج وعلاقة ذلك وفقاً للطب النبوي بأكل السمك ليلاً، ربما يكون أحد أسباب تأليف الكتاب من قبل المؤلف، إذ عُد مؤلفه من أروع الموسوعات التي شملت تنوعاً ادبياً وعلمياً واضحاً عليه أيضاً متابعة المعلومة العلمية من الشرق والغرب وهذا ان دل على شيء فأنه يدل على الأثراء العلمي الذي تميز به الجاحظ في وقته.
Keywords