مجلة ابحاث كلية التربية الاساسية (Mar 2024)
التقطيع / المونتاج في قصص محمود جنداري القصيرة
Abstract
يعد المونتاج احد أهم الوسائل الفاعلة التي يستخدمها الفنيون السينمائيون لخلق التأثيرات المطلوبة في التوليف بين المشاهد والربط بين الأجزاء، فالمونتاج يصل بين لقطات وصفية مستقلة في المعنى محايدة في المضمون، إذ يعطي هذا التعامل فرصة او مجالاً أوسع للفكرة أو الموضوع داخل منظومة الفيلم فهو استنتاج لفظي دلالي يسهم في الوصول لرؤى جديدة بطريقة تتفق والطابع العام الذي يركن إليه العمل الفني، فالمونتاج بشكل رئيس يتعلق بكيفية تحريك آلة التصوير وكيفية اختيار زاوية لربط لقطة بأخرى، إذ تعمل مجموعة الأحداث المتتابعة في المتن الحكائي لتكوين صور عديدة يتخللها قطع متكرر يعمل على صنع حدث متكامل ومجموعة هذه الأحداث تخلق مشهداً او مشاهد عديدة ولابد للقاريء أن يلتمس الاستمرارية بالزمن والمكان، ولا تكاد تخلو الأعمال السردية من هذا النوع المزجي الذي يجمع بين نهاية فصل سابق ويربطه ببداية فصل لاحق، وعادة ما يكون المزج قائماً على المحاور الرئيسة داخل القصة التي تخضع للمسميات والفصول والمباحث، وقد تستدعي طبيعة السرد الحذف او المونتاج للانتقال من مكان لآخر لانتاج الحركة او دفع وتيرة الزمن الى الأمام او لتخطي العناصر البصرية والأحداث الجزئية التي لا تعد ذات فائدة وفاعلية في مسار النص، ويعمد المونتاج اسلوب التشذيب بين بدايات اللقطات ونهاياتها لخلق ترابط فكري وموضوعي داخل البنية القصصية.