مجلة ابحاث كلية التربية الاساسية (Mar 2011)
الطفل والطفولة في شعر السياب
Abstract
إن الطفولة هي المفتاح إلى شخصية بدر شاكر السياب، وإلى أدبه، وكل محاولة لفهمه – إنسانا وأديبا- خارج دائرة الطفولة، هي محاولة ناقصة.لقد تشبث بلفظة الطفل والطفولة ودلالاتهما تشبثا يعكس عمق معاناته وفرط حساسيته تجاه مرحلة قاسية من عمره رافقته آثارها حتى الكبر.لقد كانت بواكير قصائده تتضمن جزءا كبيرا من صور طفولته في جيكور، حيث اليتم والحرمان العاطفي ثم الافتراق عن الأهل، والحقيقة أن قصائده الأولى كانت عاطفية ذاتية مباشرة، إذ كانت كل صورها في محيط حياة الشاعر وقريته ومعاناته الشخصية ، لكنه بعد قراءاته لأشعار الغربيين وتوسع أفق رؤيته الفكرية جاء توظيفه للطفولة بفنية تعبيرية عالية التي وضعته – مع مجالات توظيفات أخرى- في مصافي كبار الشعراء الذين يتحول في نتاجاتهم كل معنى أو فكرة إلى رموز ودلالات كبرى وعميقة.,تراوحت دلالة الطفولة في شعر السياب بالإيجابية دائما حتى في تلك الصور التي أظهر فيها الطفل والطفولة مسحوقا مضطهدا محروما ...الخ، لأنه كان يعرف كم للطفولة من تأثير إنساني على المتلقين، فما يقرأونه كصورة سوداء ، يتعاطفون معه وجدانيا، وهذا هو الهدف والغاية النهائية من توظيف هكذا موضوع إنساني حساس.