مجلة الآداب (Mar 2015)
الفرد- انية ) في المجتمع التقليدي الجذور والتحديات دراسة في الانثروبولوجيا الحداثية
Abstract
في رسالة موجهة الى روبير ليفمان R.Liefman مؤرخة في 9 مارس اذار 1920 وهي سنة وفاته ، كتب ماكس فيبر M.Weber : اذا كنت قد اصبحت نهائيا عالم اجتماع ( كما يدل قرار تعيني ) فذلك لكي اضع بشكل اساسي نهاية لهذه التمارين القائمة على اساس مفاهيم جماعية مازال شبحها يحوم بأستمرار . بتعبير اخر :لا يمكن ان ينجم علم الاجتماع الا من افعال احد الافراد او بضعة افراد او العديد من الافراد المنفصلين ، لذلك يقتضي تبني طرائق فردانية بحصر المعنى ". اولاً : (الفرد-انية ) مقدمة في الابعاد السوسيو-انثروبولوجية تمثل مجتمعات الشرق الاوسط Middle East اليوم في مخيلة وأذهان كَثريين من باحثي العالم المتحضر نموذجِ جغرافيِ ظلاميِ بدعوى انها (مجتمعات الشرق) حطمت على الدوام وتحطم [الفرد الانساني] بوصفه كائنٍ مدنس، قدمته اُضحية وقرباناً لـ [المجتمع] بوصفه غول أو كائن مقدس تمت اسطرته في المعامل السلطوية للثقافة . وأذ لايمكننا التحدث عن مجتمع مُتكون من توحد الافراد في شرقنا المتوسط ومجتمعاته التقليدية ، لايمكننا تأمل أطر تأريخية وإرادة بشرية في مجتمعات ذكورية (بطريركية- تقليدية) منزوعة الاسس الفردانية. ولا نملك سوى ان نشكل نقطة مضيئة تسكن الماضي ، ينطلق منها التاريخ والامجاد وينتهي كل شيء.تلك النقطة التي تصدق عندها نبوءة فريدريك هيغل f.Hegel:"ان تأريخ العالم يتجه من الشرق الى الغرب لان (اوربا) نهاية التاريخ على نحو مطلق ، كما كانت (اسيا) بدايته"([i]) ان حركة التاريخ تجري، فيما يشكل الفرد شراعها الموجهَِ وقوتها ، محدداً المسار الاخير، فمع ارتفاع " الشمس حيث تتخفى الدهشة ، ويدرك الفرد الاشياء المحيطة به ، لينتقل الى تأمل اعماق وجوده الداخلي، بذلك يحدث التقدم نحو ادراك العلاقة بينهما، أن الانسان ينتقل من التأمل الساكن الخامل الى النشاط الخلاق"([ii]) هذه الانتقالة التي تجانس بالطبع انتقالته من وحشية (اسيا) الى حضارية (اوربا). الاحالات والمراجع الاساسية للدراسة : [i] - هيغل. فريدريك : محاضرات في فلسفة التاريخ ، العقل في التاريخ ، ج1، ت امام عبد الفتاح، (– القاهرة )، 1986، ص188. [ii] - المصدر نفسه ، ص189.
Keywords