الدور الاداری للأسر القریشیة فی الاندلس (138-422هـ/756-1031م) (الحجابة والشرطة إنموذجاً)

Abstract

کانت الاندلس ولایة تابعة للخلافة المرکزیة فی المشرق فی عصر الولاة، ولم تکن مستقلة بذاتها وکانت النظم الاداریة مشابهه لما یوجد فی ولایة افریقیا، وکان للوالی فی الاندلس اعوان یساعدونه فی ادارة الدولة، وکان دور الاسر القریشیة محدودا، وبعد وصول الامیر عبدالرحمن بن معاویة استقلت الاندلس عن المشرق وبدأ تطور نظامی الحجابة والشرطة فی الاندلس، إذ کان الداخل على علم بالنظامین نظراً لما وصلت الیه حضارة اجداده الامویین فی الاندلس، وکان الحاجب فی الاندلس هو الواسطة بین السلطان وبین الخاصة والرعیة، لذلک یعد من اهم المناصب السلطانیة فی الاندلس وکانت له مکانة کبیرة، ویعد الداخل أول من استحدث هذا المنصب واستعان به لتنظیم العمل، وتطور هذا النظام فی عصر الخلافة الامویة إذ اصبح الحاجب فی الاندلس اعلى سلطة من الوزراء، وکان هو حلقة الوصل بینهم وبین الخلیفة الاموی، واحیاناً کان الحاجب یتولى الحجابة والوزارة معاً کما حدث فی عهد الناصر، وشهد منصب الحجابة تدهوراً فی اواخر عصر الخلافة فی الاندلس لما اَلت الیه اوضاع السلطة الاندلس من ضعف وتفک، إذ لم تذکر المصادر احداً تولى هذا المنصب، اما نظام الشرطة فهو الاخر کان من المناصب المهمة فی الاندلس وشهد تطورا على ید حکام الاسرة الامویة فی الاندلس، وکان احیانا یطلق على من یتولاه صاحب المدینة او صاحب اللیل واصبح لهذا النظام منصبین وهما صاحب الشرطة العلیا وصاحب الشرطة الوسطى، وکانت مهمة صاحب الشرطة النظر فی المظالم واقامة الحدود، إضافة للمهمة الاساسیة وهی حفظ الامن الداخلی، ولم یکن اختیار صاحب الشرطة عبثاً إنما یتم اختیار من تتوفر فیه الشروط المطلوبة، وکان صاحب الشرطة یتولى مهام عدیدة کولایة السوق الى أن جاء عهد عبدالرحمن الاوسط وفصل بینهما، وفی عهد الخلیفة الناصر استحدث ثلاث مناصب لإدارة الشرطة وهی الکبرى والوسطى والصغرى، وفی عهد الحکم المستنصر اطلق علیه قائد البحر.