مجلة الآداب (Dec 2023)
مفردة الإنسان وما يرادفها بين الراغب الإصفهاني (ت502هـ) والسبزواري(ت 1414هـ)
Abstract
يعنى هذا البحث بدلالة مفردة الإنسان وأصل خلقه ونشأته، والأسماء المتعلِّقة به؛ إذ يعدُّ خلق الإنسان معجزة كمعجزة خلق السَّماوات والأرض، وما فيهما، وما بينهما، فلم يخلقه الله تعالى عقلاً مجرَّدًا فحسب، ولا روحًا نورانيًّا، ولا نفسًا، ولا جسدًا بمفرده، وإنَّما خلقه جسدًا وروحًا ونفسًا وعقلاً، فحدَّد له أطر التفكير والوجدان، وبيَّن له حدود جسده وضوابط عقله ونفسه، فسار بهذا كلِّه ليفكِّر، ويأكل، ويحب، ويكره، ويميِّز الخبيث من الطيب، وما فيه من قوَّة تحركه أو توقفه إذا ما أراد ذلك. ومن هنا كان خطاب القرآن الكريم عن العقل الَّذي يفكِّر، وعن النَّفس ليكشف عن نوازعها وأهوائها فيرشدها إلى الصراط القويم، ويحذرها من أن تنزلق في مستنقع أهوائها المضلِّة، وعن أعضاء الجسد؛ ليتحكم بالقوَّة التي استودعها الله تعالى فيه. وقد فصَّلَ القرآن الكريم كيفيَّة خلق الإنسان والمراحل التي مرَّ بها هذا الخلق العظيم؛ ليكون محورَ الكائنات الأخرى التي سخَّرها الله تعالى له، وقد ذكره القرآن الكريم بألفاظ عدة، منها ما يكون مخصَّصًا، ومنها ما يكون عامًّا، يفيد الفرد تارة ويفيد المجتمع الإنساني كلَّه من ذكر وأنثى تارة أخرى، وتوزَّعت معاني هذه الألفاظ لتشمل الإنسان بوضعه المادِّي الحسيّ وغير الحسي.
Keywords