مجلة الآداب (Mar 2021)

برج باب الحلبة بين النقض والتنقيب

  • Najat Ali AL- Tamimi

DOI
https://doi.org/10.31973/aj.v1i136.1272
Journal volume & issue
Vol. 1, no. 136

Abstract

Read online

قبعت قاعدة برج باب الحلبة قرنا من الزمن تحت زحف التجاوزات والانقاض ومخلفات العجلات بعد ان اصيب بالتخريب والوهن والدمار المتعمد من لدن الحكومة العثمانية بعد خسارتها الحرب العالمية الاولى وامسى إثر بعد عين. وبعدها اخذ الباحثين بالترجيح فيما يخص طبيعة هذا المنشأ وأستمر الجدل حول ماهية طبيعة مادة الصنج التي أُنشأ منها عقد مدخل البرج ، والذي هو احد ابواب سور بغداد الشرقية، وتسميته بباب الحلبة نسبة الى الأرض التي أُقيم عليها، اذ كانت حلبة للسباق أو ملعب للصولجان في حينه قبل تشيد البرج عليها (لوح رقم 1)، وعُرِفَ محلياً بـ باب الطلسم(·) وهي تسمية متأخرة نسبة إلى الزخرفة الأجرية التي تزين كوشتي عقد مدخله (لوح رقم 2)، والتي عَدَها العامة في حينها طلسماً وضع لحماية المدينة من شرور الاعداء (ابن الجوزي، د.ب، ج9، ص81)، كما عُرِفَ بالبارود خانة(·) نسبة إلى البارود المخزون فيه، وعرف عند العامة من سكان بغداد كذلك بباب الشيخ ؛ لقربه من مرقد الشيخ عبد القادر الكيلاني ، وورد باسم "الباب الأبيض" والتي ترجمتها عند غي لسترنجGuy last rang "آق – قابو" ؛ إلا أن الاخير لم يعلل اسباب التسمية والتي يرجح انها كنية تطلق على الاماكن التي تحافظ على سلميتها اوقات الحروب والغزوات. يعزى أسباب هذا الجدل لعدة امور رئيسة منها: أن البرج غير شاخص اذ تم إزالته يوم (11/ اذار عام 1917م) في أواخر الحرب العالمية الأولى عندما فجرتهُ القوات العثمانية ساعة انسحابها من بغداد؛ بينما كانت القوات البريطانية تتقدم ؛ ولغرض تقويض الفرصة والحيلولة دون الاستفادة من الذخيرة التي اودعت بداخله ؛ والتي هُيئت للاستفادة منها للدفاع عن السور مما ادى الى تناثر البرج شظايا، ومن حينها لم تذكر المصادر التاريخية او الاستكشافات الاثرية عن مكان البرج او دلالة تشير عن الاسس الانشائية له ؛ وهو ما سوف يتعرض له البحث بعد التقصي بين طيات الوثائق وسجلات قسم التوثيق احدى تشكيلات الهيئة العامة للآثار والتراث، وعلى أثر ذلك لم يبقَ من الأثر إلا ما تم اكتشافه محض الصدفة ؛ لذلك لم يسلط الضوء عليه خلال مدة ناهزت قرن من الزمن، فضلا عن ان المصادر التاريخية "غير المختصة" لم تذكر التفاصيل الانشائية للعقد بشكل خاص، ناهيك عن تحديد تفاصيل نوع العقادة المستخدمة لعمل هذه الصنج ؛ هل كانت معشقة أم عُملت كهيئة التعشيق لأغراض زخرفية، فضلا عن أن المباني الأثرية الشاخصة في بغداد والقريبة من البرج، والتي تعود إلى مدد قريبة من تشييد البرج على وجه الخصوص، وآثار العراق بشكل عام الشاخصة منها او التي تم ازالتها ولأسباب جمة ؛ لم ترفدنا بأمثلة لهذا النوع من الصنج، - فقد وصلتنا حصراً في هذا الموقع، وكل ما اومئنا لها من اسباب لم تسعف الباحثون في مجال الزخارف الأجرية المعمارية، أو من بحث منهم في واجهات المباني من المقارنة بينها وتسديد رأي في طبيعة مادة تشيد هذه الصنج (التميمي، 2014م، هامش 5، ص44) ؛ لذلك اعتمد اغلب الباحثين بما فيهم الباحث على من سبقنا بالترجيح لطبيعة هذه الصنج أن كانت معشقة أم زخرفة عمارية نفذت بإتقان على هيئة التعشيق ؛ وعلية جاء البحث ليقف على هذه المشكلة الاخرى للبرج وعرض راي جديد، فضلا عن اسباب استكشاف قاعدة البرج التي لم تنشر من قبل. اقتضت طبيعة البحث ان ينتظم على ثلاث مباحث، المبحث الأول: نبذة تاريخية مقتضبة لأسوار بغداد الشرقية بين النقض والصون والتوثيق، والمبحث الثاني: استكشاف البرج وأعمال التنقيب والصيانة، والمبحث الثالث: طرائق عمل الصنج المعشقة، فضلا عن نتائج البحث وملخص باللغة الانكليزية، وقائمة لمصادر البحث ومراجعه. ) الطلسم: للمزيد ينظر. - الشهرستاني، الإمام أبي الفتح محمد بن عبد الكريم، (ت 548هـ)، الملل والنحل، صححه وعلق عليه: أحمد فهمي محمد، دار الكتب العلمية، بيروت، 2009م، ج2، ص349؛ ابن خلدون، عبد الرحمن، "المقدمة" كتاب العبر وديوان المبتدأ والخبر في أيام العرب والعجم والبربر ومن عاصرهم من ذوي السلطان الأكبر، مكتبة المثنى، بغداد، بلا تاريخ، ج1، ص496-498 ؛ التهانوي، محمد علي، موسوعة كشاف اصطلاحات الفنون والعلوم، تقديم وإشراف ومراجعات: دكتور رفيق العجم، تحقيق: دكتور علي الدامرجي، نقله من الفارسية إلى العربية: عبد الله الخالدي، ترجمة: دكتور جورج زيناري، مكتبة لبنان، لبنان، 1996م، ج1، أحرف (أ- ش)، ص57. ) البارود خانة مستودع البارود، وهو لفظ تركي. استشارة أ. م. د عماد الدين سلوم العباسي، مختص باللغات الشرقية – الفارسية كلية اللغات، بتاريخ 3/12/2017م.

Keywords