İslam Hukuku Araştırmaları Dergisi (Dec 2024)
دراسة وتحقيق رسالة "ترجيح البينات" لمولانا وانقولي
Abstract
تعارض الأدلة يُعبّر عن تناقض وسائل الإثبات في علم أصول الفقه، ويحتل هذا الموضوع مساحة واسعة في مؤلفات أصول الفقه، وتمت دراسته تحت عناوين مختلفة. على الرغم من عدم وجود تعارض حقيقي في القرآن والسنة النبوية، فقد درسها العلماء وحاولوا حل الآيات والأحاديث التي تبدو متناقضة. وقد فصل العلماء ذلك في علم أصول الفقه الذي يهدف إلى فهم آيات القرآن والسنة بشكل صحيح والبحث عن أحكام جديدة في القضايا التي ليس لها اختصاص في المصدرين المذكورين، وقد يتم تقييم الأدلة بطرق عديدة. وفي المجال الذي يمكننا تعريفه بأصول المحاكمات الإسلامي أو أدب القاضي، كتبت رسائل بأسماء مختلفة، معظمها باسم ترجيح البينات، في أحجام كبيرة وصغيرة، في هذه المؤلفات، تم توضيح الطرق التي يجب أن يتبعها القضاة في حالة تعارض الأدلة المطلوبة لإثبات الدعوى. من هذه المؤلفات، كتاب "ترجيح البينات" الذي ألفه محمد بن مصطفى الواني، المعروف بلقب وانقولي (ت. 1000 هـ / 1592 م)، وهو من العلماء البارزين في عهد السلطان مراد الثالث، والمشهورين في مجالات الفقه واللغة والأدب. وقد أوضح وانقولي سبب تأليف هذه الرسالة بنفسه. وذكر وانقولي في مقدمة الرساله أنه واجه صعوبات في ترجيح الأدلة المتضاربة خلال فترة عمله كقاضي، وأنه لم تكن هناك دراسة مرتبة حول الموضوع، ولهذا السبب كتب هذه الرسالة. جمع المؤلف فيها المصادر المعتبرة والقواعد حول ترجيح البينات وساهم في التفسيرات بنفسه. وسعى لجعل القواعد أكثر قابلية للفهم. وكتابة المؤلف لهذه الرسالة بعد أن شغل منصب قاضٍ لفترة طويلة، أعطى لها أهمية خاصة، وذلك لأنه، بهذه الطريقة، وبصفته عالماً ذا معرفة نظرية عميقة في هذا المجال، إلى جانب الخبرة التي اكتسبها في هذا المجال أثناء عمله قاضياً في سالونيك، وكوتاهية، وينيشهر، والمدينة المنورة تمكن من تحديد المشاكل التي واجهها، وسعى لتطوير حلول لها. يذكر المؤلف أن هناك ست طرق لترجيح البينات، ويشرح كل واحد منها تحت عنوان مستقل مع العديد من الأمثلة. لهذا السبب، تتكون الرسالة من ستة عناوين رئيسية. وفي الأخير بيّن بأن وجوه الستة بحسب الجليّ من النظر وأما بحسب النّظر الدّقيق فهو ثلاثة. تكتسب الدراسة أهمية كبيرة من خلال عملها على إزالة التناقضات بين الأدلة التي يقدمها الأطراف في القضايا، وتحديد الأدلة التي يجب تفضيلها، وكذلك في القضاء على الغموض الناتج عن تعارض الأدلة من هذا المنطلق. إن إزالة العديد من التناقضات في الأدلة باستخدام ستة قواعد أو باختصار، ثلاث قواعد، يجعل الدراسة أكثر أصالة وأهمية. وذلك لأن القواعد كلما كانت أكثر إيجازاً وبساطة، كان من الأسهل حفظها والاحتفاظ بها في الذاكرة. وعلى العكس، كلما كانت القواعد أكثر تفصيلاً، كان من الصعب تذكرها وحفظها. إن استمرار تعارض الأدلة كمسألة تثير الإشكالات، سواء في الماضي أو في الوقت الحاضر، يضيف أهمية خاصة لهذا الموضوع. وبالمثل، فإن منهج الرسالة وتصنيفها وعناوينها يتشابه مع المنهجية الحديثة المعتمدة في العصر الحالي. تتضمن هذه الدراسة حياة المؤلف، ووضائفه، وتصنيفاته ونسخ ومحتواى رسالته الموسومة بـ ترجيح البينات التي نحققها. تمت محاولة تحديد نسخ الرسالة في مكتبات المخطوطات في تركيا وخارجها، ومن بين النسخ التي تم الحصول عليها، أخذ النسخ الخمس التي كانت تواريخ استنساخها موجودة كأساس للتحقيق والمقارنة. أما نسخة المؤلف أو نسخة قوبلت بنسخة المؤلف لم نجدها.
Keywords