Hadith (Dec 2019)
الآثار السلبية للاشتغال بعلم الحديث في نظر الإمام الغزالي
Abstract
ألف الإمام الغزالي رحمه الله كتابه إحياء علوم الدين في مجال تهذيب النفس وإصلاح القلب، وعرّف فيه سبل الالتزام بالكتاب والسنة واتباع السلف الصالح، أي بعبارة أخرى: كان كتابه بما يخص التقرب إلى الله من كافة جوانبه وأحواله وشروطه.وبيّن في كتابه الإحياء أنواع العلوم التي تُعين المرء على التدين والتقرب إلى الله، ومن بينها العلوم الشرعية، وقسّم الاشتغال بها إلى اقتصار واقتصاد واستقصاء، فأشاد بالاقتصار والاقتصاد، وحذر من الاستقصاء، ووضّح رؤيته للأنواع الثلاثة (الاقتصار والاقتصاد والاستقصاء) في علم الحديث، فذكر أنواع الكتب المطلوب دراستها في الاقتصار، وأنواعها في الاقتصاد، ومجال الكتب التي تدخل في قسم الاستقصاء.وللغزالي نظرية مختلفة في الاشتغال بعلم الحديث، فهو يرى أن الاشتغال بعلم الحديث من أعمال الدنيا وليس من أعمال الآخرة، وأن الاشتغال به بشكل عام يؤدي إلى آثار سلبية، وبيّن أسباب ذلك ومواطن مخاطر ذلك، واستشهد لفكره هذا بأقوال لعلماء الحديث والسلف. ولمعرفة رؤية الغزالي ونظريته كان لا بد من إلقاء النظر على علم الحديث في سيرته الشخصية، وعلى علم الحديث والاشتغال به في عصره، ثم تأصيل المسألة عنده، وبيان المواطن التي حذر منها، والمواطن التي أشاد بها، مع بيان الأسباب والأدلة التي اعتمد عليها في رؤيته هذه، إضافة إلى ذلك آراء ورؤية العلماء المحدثين المعاصرين له لهذه المسألة. بعد ذلك سأناقش هذه القضية من جوانبها، وفيما إذا كانت رؤية الإمام تخص عصره، أو تشمل العصور التي قبله، وفيما إذا تنطبق رؤيته وأسبابها ونتائجها على المنشغلين بالحديث الشريف في هذا العصر أم لا، وسأبين الجوانب التي أوافقه الرأي فيها والتي أخالفه فيها مع أدلة ذلك كله.
Keywords