دور المرجعیّة الدینیّة فی ثورة العشرین المرجع الدینی الأعلى الشیخ محمد تقی الشیرازی أنموذجًا

Abstract

یتناول البحث شخصیّة عراقیّة وطنیّة کان لها دورًا رئیسًا فی تحریک الأحداث السیاسیّة فی العراق قُبیل وإبان ثورة العشرین الوطنیّة التحرریّة، بعدّ أن تبؤا زعامة المرجعیّة الدینیّة فی حقبة تاریخیّة حرجة من تاریخ العراق المعاصر تصدى لأحداثها بکل شجاعة ورؤیّة ثاقبة لمجریات الأحداث تکللت بالنجاح بتغییر السیاسة البریطانیّة فی العراق وتسلیم الحکم للعراقیین. تتمثل هذه الشخصیّة مدار البحث بالمرجع الدینی الأعلى الشیخ محمد تقی الحائری الشیرازی. وزعت مادة البحث على مقدمة وثلاثة مباحث وخاتمة، تناول المبحث الأول: (ثورة العشرین مقدماتها وأسبابها وأهمیتها فی تاریخ العراق المعاصر)، وبیّن المبحث الثانی:(لمحات من السیرة الاجتماعیّة والعلمیّة للشیخ محمد تقی الشیرازی)، وتتبع المبحث الثالث:( دور الشیخ محمد تقی الشیرازی فی مقاومة السیاسة البریطانیّة فی العراق واندلاع ثورة العشرین الوطنیّة التحرریّة).اعتمد البحث على الکثیر من المصادر العربیّة والأجنبیّة ثبت تفاصیلها فی قائمة المصادر. توصل البحث إلى عدة استنتاجات من أهمها: 1. نشأ الشیخ محمد تقی الشیرازی فی أسرة تهتم بالعلم والمعرفة ، واتسمت شخصیته بالکثیر من الصفات النبیلة من سعة العلم، وحسن الخلق ، وتواضعه، وزهده فی حیاته، وصبره على الشدائد، ونبذه التمییز بین أبناء الوطن الواحد، وشجاعته واقدامه ضد الاحتلال البریطانی.. ، ما أهله لزعامة المرجعیّة الدینیّة فی العراق للمدة من (1919-1920م). 2.إنّ الدور القیادی للمرجع الشیخ محمد تقی الشیرازی تمیز بمدتین الأولى بدأت منذ تولیه زعامة المرجعیّة الدینیّة فی(أیار1919م) واستمرت حتى(آذار1920م) وتمیزت بقیامه بتعزیز دور المرجعیّة الدینیّة فی معارضة المشاریع البریطانیّة وحل بعض المشکلات التی تواجهها الحرکة الوطنیّة وانتهج نهجًا سلمیًا فی التعامل مع الإدارة البریطانیّة من أجل نیل حقوق الشعب العراقی، وأکد على ضرورة المحافظة على السلم والأمن، وعدم إراقة الدماء ، واستمرت المدة الثانیة حتى وفاته فی(17 آب1920م) إذ اتخذ فیها موقف حازم تمثل بإجازة استعمال العراقیین القوة المسلحة لتحقیق أهدافهم الوطنیّة وإعلان الثورة ضد الاحتلال البریطانی. 3.نجح الشیخ الشیرازی بکسب ود غالبیّة أبناء الشعب العراقی،وتمکن من حل مشکلة التناحر والصراع بین العشائر والإفادة منهم فی مقاومة المحتل البریطانی، ومن ثم التهیئة لما ینتظره العراقیون من استقلال. 4. کان الشیخ الشیرازی فضلًا عن کونه فقیهًا وعالمًا لامعًا، سیاسیاً قدیرًا ، فقد استطاع الضغط على البریطانیین بشکل کبیر فی داخل العراق وخارجه ، واستطاع من تحریض الإیرانیین ضد السیاسة البریطانیّة لصالح مصلحة العراق واستقلاله، کذلک سعى الشیخ الشیرازی للافادة من نفوذ الولایات المتحدة للضغط على بریطانیا لتحقیق طموحات الشعب العراقی بالتحرر والاستقلال. 5. وهناک دور آخر للمرجعیة الدینیّة فی ثورة العشرین تمثل بالتعبئة والتوجیه وطرح الشعارات والأهداف التی تعکس المضمون الوطنی والإسلامی للثورة، والعمل على بث الروح الحماسیّة عن طریق الخطب التی تلقى فی المساجد والحسینیات أو عن طریق إصدار المنشورات وتوزیعها فی مختلف مناطق العراق. 6. کان للفتوى الجهادیّة للشیخ الشیرازی أثرها الکبیر فی انقاذ العراق من الاحتلال البریطانی وجعلته یسیر فی طریق الاستقلال، وکان العراقیون طوع إرادته لا یصدرون إلا عن رأیه، وکان لا یستبد برأیه بل یستشیر جمیع العلماء وأصحاب الفضیلة لیتخذ القرار الصائب ، فاحترم الشیخ الشیرازی رأی الأغلبیة وإجماع الأمة ، فی تولی أحد أنجال الشریف حسین عرش العراق. 7. کان الشیخ الشیرازی یرفض التمییز بین مکونات العراق وطوائفه المختلفة، ویعامل الجمیع على قدم المساواة بعدّهم مواطنین لهم حق العیش الرغید فی بلدهم ، ویدافع وینتصر لجمیع المسلمین الذین یتعرضون الى الظلم فی مختلف البلدان سواء کان ذلک فی العراق أو خارجه . 8. اتصفت توجیهاته بشکل کبیر نحو الإشادة بالقومیّة العربیّة والسعی لتحقیق الوحدة العربیّة والإسلامیّة، واتضح ذلک عن طریق الأهداف والشعارات التی رفعتها (الجمعیة الوطنیّة الإسلامیّة) التی کانت تتبع الشیخ الشیرازی وتنفذ توجیهاته وأوامره، فضلاً عن رسائله وکتبه التی أرسلها الى الشریف حسین وأولاده فی الحجاز.