مجلة ابحاث كلية التربية الاساسية (Mar 2008)
مدينة تفليس دراسة تاريخية من الفتح الإسلامي وحتى سنة 515هـ/1121م( )
Abstract
ان الموقع الجغرافي لمملكة جورجيا من الناحية الطبيعية والاقتصادية جعل لها مكانة تاريخية ، كانت تقف وراء نشوء عدة مراكز حضارية جورجية تحولت على مر السنين إلى عواصم ومدن كبيرة وكثيرة ، وأصبحت مركزاً لتجمع السكان فيها ، فضلاً عن كونها مركزاً اقتصادياً ، فكانت مدينة تفليس إحدى هذه المدن التي تبنت حركة الدولة وأصبحت قلب المملكة النابض ، ولاسيما بعد ان أصبحت عاصمتها السياسية وحاضرتها الاقتصادية والتاريخية .فهي تقع في أعالي وادي نهر الكر (كورا) ، ويقسمها هذا النهر إلى قسمين ، وتحيط بها أراضٍ سهلية واسعة تمتاز بخصوبة تربتها ، مما ادى إلى نماء اقتصاد المدينة بسبب كثرة إنتاجها الزراعي ، فساعد من بعدُ على ثـراء سكانها تميزت مدينة تفليس بحصانتها العالية ، كما أنها احتلت موقعاً وسطياً في منطقة القوقاز وعلى بعد ستين ميلاً عن ساحل البحر الأسود، ونظراً لهذا الموقع الهام اتخذ منها الملوك الجورجيون عاصمة لهم .أما تسميتها فقد أطلق عليها عدة تسميات منها تفليسي أو تبليسي ، وهي كلمة جورجية الأصل مأخوذة من كلمة تفلي أي بمعنى حار ، قد تكون هذه الكلمة مستمدة من منابع تفليس الحارة ، كما عرفت في اللغة الأرمنية باسم تفخيس ، وفي اللغة العربية تفليس ، وهي كلمة غير عربية اعتمد في إطلاقها على الأصل الجورجي ، وكذلك الحال في إطلاق تسمية طفليس عليها من قبل بعض المورخين .ونظرا لدورها الكبير في الأحداث السياسية آنذاك فقد تناول البحث دراستها منذ الفتح الإسلامي سنة 272هـ886م حتى الاحتلال الجورجي لها في سنة 515هـ /1121م الذين اتخذوها عاصمة لهم .
