الأقوال النقدیة للإمام النحَّاس (المتوفى سنة 338) فی کتابه الناسخ والمنسوخ

Abstract

الحمد لله والصلاة والسلام على رسول الله r، وعلى آله وصحبه ومن والاه إلى یوم الدین، وبعد: فمن المعلوم عند أهل العِلم أنَّ أبا جعفر النحّاس إمامٌ فی اللغة والنحو وعلوم القرآن وخاصةً علم الناسخ والمنسوخ الذی عُرف به، وعند قراءتی لهذا الکتاب لفت انتباهی أن النحّاس قد أطلق على بعض رواة الحدیث ألفاظاً لا یُطلقها إلّا علماء الجرح والتعدیل مما دفعنی الى استقراء هذه الاقوال من کتابه – الناسخ والمنسوخ - وجمعها ودراستها دراسة نقدیة، وقد خرجت بنتائج طیبة من أبرزها: أن الامام النحّاس کان اماماً موسوعیاً فی فنون العِلم، ومن ضمنها علل الحدیث ونقد الرجال، ولم یکن منهجُه منهج المتشدد فی نقد الرواة، وفی الوقت نفسه لم یکن من المتساهلین فیهم، فاتخذ منهج الوسط فی الجرح والتعدیل، وقد جاء قوله فی الرجال فی هذا البحث الصغیر متطابقاً تماماً مع أقوال أئمة الجرح والتعدیل والبالغ عددهم اثنا عشر راوٍ، الّا فی راوٍ واحدٍ لم ینصفه، وربما اعتمد فی نقده للرجال على شیوخه المعتبرین فی عهده من أئمة الجرح والتعدیل والعلل ومعرفة الرجال کالإمام النسائی وشریک رحمها الله، والله تعالى أعلم، وآخر دعوانا أن الحمد لله رب العالمین.