آداب الرافدين (Nov 1997)

فساد المعنى واثره فی توجیه الاعراب

  • محی الدین ابراهیم

DOI
https://doi.org/10.33899/radab.1997.166561
Journal volume & issue
Vol. 27, no. 30
pp. 6 – 25

Abstract

Read online

مما اصبح مسلما به فی النحو العربی أن للحرکات الاعرابیة وظائف تتحدد بموجبها مکونات الجملة العربیة، ومن ثم تؤثر فی المعنى العام للجملة. فقد تبین أن الضمة وما ینوب عنها علم الاسناد، وان الکسرة علم الاضافة المباشرة وغیر المباشرة. واما الفتحة فهی لما عدا ذلک أولما لا یصلح أن یکون مرفوعا أومجرورا. وعلى الرغم من أن دعوى قطرب أن الحرکات لیست دلالات على المعانی ، بل هی وصل لربط الکلام قد شغلت حیزا لاباس به من الدراسات النحویة قدیما وحدیثا، الا أن نتائج البحث الدقیق قد أظهرت أن دعواه هذه وما تبعها من أقوال لطائفة من الدارسین المحدثین وأغلب المستشرقین، مخالفة للواقع اللغوی الذی ظهر عند تدوین اللغة العربیة، ودراسة قواعدها منذ زمن أبی الأسود وحتى یومنا هذا. بل إن دراسة النقوش العربیة التی تعود لما قبل الإسلام قد أظهرت أن الضمة کانت تکتب بالواو، وکذلک ما توصل الیه علماء اللغات المسماة بالسامیة من أن بعضها کاللغة الأکدیة کانت معربة اعرابا قریبا من اعراب العربیة. ولا شک أن النص القرآنی الذی احتفظ برسمه، یزید فی الدلائل على صحة هذه النتیجة. فالالفاظ التی تعرب بالحروف نیابة عن الحرکات قد حافظت على رسمها بالطریقة التی تثبت أن الواو مثلا فی جمع المذکر السالم تثبت عندما یکون هذا الجمع مرفوعا، وان الیاء تثبت عندما یکون منصوبا ومجرورا، وهذا القول یصح على الاسماء المثناة والاسماء الستة فی حالة الاضافة إلى غیر ضمیر المتکلم، والأفعال الخمسة. وقد وقف العلماء وقفات طویلة عندما رأوا أن بعض هذه الاسماء حدث فی رسمها ما یخالف واقعها الأعرابی کلفظة (المقیمین فی قوله تعالى: " لکن الراسخون فی العلم منهم والمؤمنون یؤمنون بما أنزل الیک وما أنزل من قبلک والمقیمین الصلاة والمؤتون الزکاة والمؤمنون بالله والیوم الآخر أولئک ستؤتیهم أجرا عظیما ۰ التی رسمت بالیاء مع انها معطوفة على مرفوع وکان ظاهر الاعراب یقتضی أن ترسم بالواو. ولفظة (الصابئون) فی قوله تعالی: " أن الذین أمنوا والذین هادوا والصابئون والنصارى من أمن بالله والیوم الأاخر وعمل صالحا فلا خوف علیهم ولا هم یحزنون ، التی رسمت بالواو، وهی معطوفة على منصوب، وکذلک بقاء اسم الإشارة الدال على الاثنین فی قوله تعالى: " أن هذان لساحران ، بالالف مع انه فی موضع النصب لانه أسم إن. حتى أن عائشة رضی الله عنها نسیت ذلک الى خطا الکاتب . فهذا کله یستدل به على ان الحرکات وما ینوب عنها لم تکن کما زعم قطرب والذین شایعوه وصلا لربط الکلام بعضه ببعض. وفی دراسة حدیثة أثبت المستشرق ( مایکل کارتر) أنه حیثما امتنعت الإضافة ووجب التنوین و إثبات النون کان الاسم. بعد ذلک منصوبا، وقد أطلق على هذه الظاهرة الأعرابیة تنوین النصب .

Keywords