مجلة ابحاث كلية التربية الاساسية (Dec 2022)
الممالیک الجلبان ودورهم السیاسی فی عهد السلطان قانصوه الغوری (٩٠٦-922هـ/١٥٠١-١٥١٦م)
Abstract
شهد العصر المملوکی بشقیه الاول والثانی ظهور فئه سیاسیة جدیده من الممالیک عرفت ب(الممالیک الجلبان) ، التی تتمیز عن الممالیک المعروفة بـ(الممالیک الاجلاب) ، بأن افرادها من الممالیک البالغین ، وقد اختلفت طرق وصولهم إلى مصر ما بین هجرات من بلدانهم الأصلیة ، بسبب ما کانت تعانیه تلک البلدان من اضطرابات سیاسیة داخلیة اضطرتهم او اجبرتهم للهجرة واللجوء الى مصر، او عن طریق الشراء من اسواق النخاسة ، بسبب تزاید الطلب علیهم ، فکل سلطان جدید کان یتجه لشراء اعداد من هؤلاء الممالیک لتقویة عصبیة ولتأمین عرشه ، ولم یقتصر ذلک على السلاطین فقط ، بل کانت رغبة الامراء حاضرة من اجل تقویة مرکزهم بالدولة المملوکیة. وترجع البدایات الأولى لظهور الممالیک الجلبان إلى عهد السلطان بیبرس البندقداری(٦٥٨-٦٧٦ هـ/١٢٥٩-١٢٧٧م)، وتحدیداً إلى سنة 659هـ /١٢٦٠م ، حیث قدمت الى مصر مجموعة صغیرة منهم تعد بالعشرات ،ثم توالى دخولهم لمصر بمرور السنین بالطرق المذکورة ، فأخذ السلاطین ینعمون علیهم بالمناصب الرفیعة حتى ازداد نفوذهم وقویت سطوتهم ، فأصبحوا یتحکمون بکثیر من مفاصل الدولة المملوکیة ، وکثیراً ما کان الجلبان یتمردون على سلاطینهم وامرائهم وعلى کبار رجال الدولة فضلاً عن اعتداءاتهم على الاسواق والعامة من الناس بالقتل والسلب من اجل تحقیق مصالحهم ، مما کان له اسوء الأثر على الحیاة السیاسیة للدولة المملوکیة ، حیث لم یکد یخلو عهد سلطان من سلاطین الممالیک من تمردات او فتن او مؤامرات لهم ومنهم السلطان قانصوة الغوری(٩٠٦-٩٦٦ هـ /١٥٠١-١٥١٦م)، إذ شهد عهده الکثیر من تلک الاعمال ، متغافلین ما کانت تعانیه الدولة المملوکیة من ظروف صعبة سواء على الصعید الداخلی والمتمثلة بخلو خزانة الدولة من الاموال، اوعلى الصعید الخارجی والمتمثلة بالخطر العثمانی. على الرغم من خلو دواوین الدولة ومن الخسارة التی منیت بها القوات المملوکیة ومقتل سلطانهم الغوری فی معرکة مرج دابق فی شهر رجب/٩٢٢ هـ /١٥17م، وفی ظل تلک الأوضاع الحرجة استمر اولئک الجلبان بسوء افعالهم ، فکانوا سبباً بعدم استقرار المملوکیة ، وبالتالی انهیارها وقیام الدولة العثمانیة على ید السلطان سلیم الأول سنة٩٢٣ هـ /١٥١٧م