مجلة العلوم التربوية والدراسات الإنسانية سلسلة الآداب والعلوم التربوية والإنسانية والتطبيقية (Apr 2023)

الأحاديث التي أُعلت باختلاف متونها في كتاب «العلل» لابن أبي حاتم نماذج تطبيقية من خلال كتاب الطَّهارة

  • د/ جعفر بن عبدالمحسن بن عمر الشيبي

DOI
https://doi.org/10.55074/hesj.vi29.696
Journal volume & issue
no. 29

Abstract

Read online

تناول هذا البحث نماذج من الأحاديث التي أُعلت باختلاف متونها مع اتحاد مخرجها، وقد اختار الباحث ثلاثة نماذج من كتاب العلل لابن أبي حاتم من باب الطهارة، وتناولها بالبحث والدراسة والتحليل، مستعينا بكلام أهل هذا الفن ومناهجهم في تعليل الأحاديث، وهدف البحث إلى إبراز منهج العلماء الدقيق في قبول الحديث والحكم عليه سندا ومتنا، وكيف أنهم لا يقتصرون في تعليل الأحاديث على النظر في الإسناد دون المتن، وظهر من خلال البحث أنهم يعللون متون الأحاديث ويرجحون بعضها على بعض، ويتطلبون لذلك علة في الإسناد، ويسندون الخطأ إلى من هو أهله من الرواة وإن كان ثقة، فالثقة قد يخطئ ويهم، فاتضح لنا أنَّ المنهج النَّقدي عند أئمة العلل شامل للأسانيد والمتون لا كما زعم المستشرقون ومن قلَّدهم من جهلة المسلمين أنَّ المحدثين لم يلتفتوا لنقد المتون. وقد أبان الباحث في بحثه عن معاني مفرداته وما يتعلق بجذورها اللغوية والمصطلحية، وذكرت نماذج تطبيقية من علل المتون، وحددت المدار، وصورت الخلاف في المتن، وخرجت أوجه الإسناد على مقتضى صناعة التَّخريج، ودرست أسانيد أوجه الخلاف، ثم كان النَّظر في الخلاف على حسب ما تقتضيه القرائن سواء من ناحية الجمع بين الأوجه، أو الترجيح فيما بينها، ثم حكمت على المرويات من وجهها الرَّاجح، وذكرت نماذج تطبيقية مصورة لعناية أئمة النَّقد الحديثي بعلل المتون، وعلى رأسهم أبو حاتم الرازي وابنه عبد الرَّحمن وأبو زُرعة الرازي، وذلك من خلال كتاب العلل لابن أبي حاتم، ثم ذيلت البحث بخاتمة وفهرس بأهم المصادر والمراجع. وظهر من خلال البحث أنَّ علم العلل من أدق علوم الحديث وأغمضها ولا يمكن للمشتغل فيه أن يتوصل إلى نتائج هي أقرب إلى الصَّواب، إلا باستفراغ الوسع في جمع الطرق من مصادرها المختلفة، ويستلزم هذا وجود أكبر قدر ممكن من مصادر السُّنة مطبوعها ومخطوطها عند الباحث والوقوف على أقوال العلماء، والتبصر في أحوال الرِّجال جرحًا وتعديلًا، والتَّنبه إلى بعض الأمور التي قد تخفى، كأن يكون الرَّاوي ثقة في بعض الشُّيوخ، أو من أكثرهم ملازمة له، وأنَّ الأخطاء في الأسانيد أكثر من الأخطاء في المتون؛ لأنَّ الأسانيد مُتشابهة متداخلة بخلاف المتون، وأنَّ إعلال الأئمة للأخبار مبني في الغالب على الاختصار والإجمال والإشارة فيقولون مثلًا: «الصَّواب رواية فلان»، أو «رواية فلان أشبه»، ولا يذكرون الأدلة والأسباب التي دعتهم إلى ذلك القول؛ لأنَّ كلامهم في الغالب موجَّهٌ إلى أناس يفهمون الصِّناعة الحديثية، والعلل، فيدركون المراد بمجرد إشارة الإمام.

Keywords