آداب الرافدين (Mar 2023)

النفی، بوصفه عارضًا نحویًّا فی الحدیث النبوی الشریف، حدیث: "لا ضَرَرَ ولا ضِرار" أنموذجًا

  • مصعب عمر

DOI
https://doi.org/10.33899/radab.2023.177833
Journal volume & issue
Vol. 53, no. 92
pp. 230 – 266

Abstract

Read online

تناول هذا البحث دراسة "النفی"، بوصفه عارضًا نحویًّا فی الجملة العربیة، من خلال حدیث النبی r: ((لا ضَرَرَ ولا ضِرار))، وهو واحدٌ من متون أحادیث کتاب: "جامع العلوم والحکم، لابن رجب الحنبلی (ت795ه)"، إذ تطرّق البحث إلى إبراز "النّفی" فی هذا الحدیث، الذی تجلّى فی: "لا" النافیة للجنس، ففصّل القول فیها عند نحاة العربیة نحوًا ودلالة. وبیّنت الدراسة أنّ هذا العارض النحوی ترک أثره النحوی والدلالی فی جملة الحدیث النبوی المعدولة، فالنحوی هو نسخ الحرکة الإعرابیّة لاسمها وخبرها, وأمّا الدلالی، فهو إسباغ حکم العموم لاسمها من خلال خبرها، أی: لا ضرر واقع ابتداءً، أو ردٌّ لعدوان. وتوصّل البحث إلى جملة من النتائج، لعلّ من أهمّها من الوجهة اللغویة نفی الضرر بشتّى صوره وأشکاله، بتأثیر العارض النحوی وهی الأداة "لا" النافیة للجنس التی أفادت أمرین: نفی وقوع الضرر فی الشریعة عمومًا من جهة على سبیل الإخبار. ومن جهة أخرى قُصِد بجملتی النصّ الحدیثی معنى الإنشاء المتمثّل بنهی العباد فی أن یفعلوا الضرر بصنفیه الابتدائی والردّ على الضرر بالتجاوز فی أخذ الحقّ. کما کشف البحث، أنّ للعلماء فی مفهوم "الضّرر"، و "الضِرار" آراء عدّة, فضلًا عن أنّ بعض الدارسین فرّق بین معنى "الضرّ" بإدغام (الرّاء) من حیث إنّه ضدّ النّفع، وهو مقصود الحدیث، و (الضّرر) بفکّ إدغام (الرّاء) من حیث إنّ معناه: العاهة، التی هی ضدّ الصحّة، کما هی روایة متن الحدیث فی بعض کتب الصّحاح, وهذا المعنى الأخیر غیر مُراد قطعًا فی هذا النصّ النبوی الشّریف.

Keywords