مجلة ابحاث كلية التربية الاساسية (Sep 2023)
الولايات المتحدة الأمريكية وحرب فيتنام 1954 – 1975 (رؤية في دوافع ونتائج حرب فيتنام)
Abstract
تعرضت فيتنام إلى الاحتلال الفرنسي عام 1843، واستمرت الحالة لحين وقوع الأخيرة تحت قبضة ألمانيا في حزيران 1940، حينها استغلت اليابان الظروف لاحتلال فيتنام، ومع اقتراب نهايةِ الحرب العالمية الثانية 1939 – 1945 وهزيمة اليابان عسكرياً بادر الحزب الشيوعي الفيتنامي بالاستيلاء على العاصمة هانوي، بزعامة هوشي منه Ho Chi Minh)) واستلام السلطة في فيتنام الشمالية 1945 – 1969، تلا ذلك إقدام فرنسا ثانيةً بإعادة السيطرة على فيتنام وكانت الحصيلة نشوب حرب دامت نحو ثمانية أعوام 1946– 1954 انتهت بالتوقيع على معاهدة جنيف 1954، التي نَصّت على تقسيمٍ مُؤقتٍ لِفيتنام على أنْ يَتمّ الاستفتاء على الوحدة بين الشّمال والجنوب بعد عامين من توقيع الاتفاق. في تلك الأثناء قرّرت الولايات المتحدة الأمريكية التي كانت تَخشى من امتداد النفوذ الشيوعي في العالم بمُساعدة حكومة فيتنام الجنوبية، وعلى إثر ذلك بدأت المساعدات الأمريكية المالية والعسكرية تنهال على حكومة سايغون بفيتنام الجنوبية، لتمنع بذلك الوحدة بين الشمال والجنوب، وعلى الجانب الآخر كانت حكومة هانوي الشيوعية في فيتنام الشمالية تَتَلقى الدّعم العسكري من الاتحاد السوفييتي وجمهورية الصين الشعبية، بهدف مقاومةِ الوجود الأمريكي انطلاقاً من الحدود الشمالية، واستمرّت الحالة تلك لغاية منتصف كانون الثاني 1973 حينما أعلن الرئيس الأمريكي ريتشارد نيكسون (Richard Nixon) 1969 – 1974 عن وقف إطلاق الغارات الجوية والعمليات الهجومية على فيتنام الشمالية، وأخيراً وتحت ضغط الرأي العام الأمريكي والانتصارات المذهلة لقوات جبهة التحرير الوطنية لجنوب فيتنام "الفيت كونغ"، اضطرت الولايات المتحدة الأمريكية في 27 كانون الثاني 1973 التوقيع على اتفاقية السلام بين الأطراف الأربعة المتمثلة بالولايات المتحدة الأمريكية وحكومة فيتنام الجنوبية وحكومة فيتنام المؤقتة المتمثلة بجبهة التحرير الوطنية وقوات الفيت كونغ، فضلاً عن حكومة فيتنام الشمالية، وبموجبها انسحبت القوات الأمريكية من جنوب فيتنام تدريجياً، وفي 30 نيسان 1975 دخل الشماليون وحلفاؤهم الجنوبيين إلى العاصمة سايغون، وفي 2 تموز 1976 أُعلن عن قيام جمهورية فيتنام الاشتراكية الموحدة وعاصمتها هانوي.تكمن أهداف الدراسة من منطلق أن حرب فيتنام قد انتهت منذ عدة عقود، لكنها لاتزال حتى الآن مثار العديد من النقاشات والجدل، وإذا كان الأكثرية من المهتمين بدراسة السياسة الأمريكية لا يترددون في القول بأن الولايات المتحدة الأمريكية قد خسرت الحرب، فإن هناك أقلية تؤكد عكس ذلك وأنهُ لم يتم النقاش الحقيقي حول نتيجة الحرب. ومن هذا المنطلق جاءت أهمية الدراسة للبحث والغوص في إعادة دراسة تاريخ الولايات المتحدة الأمريكية وحرب فيتنام التي تمثل في الأصل حلقة من حلقات الحرب الباردة 1945– 1991 بين المعسكرين الغربي والشرقي، فضلاً عما تقدم فقد تم إعداد هذه الدراسة وفق رؤية جديدة حول تلك الحرب من منظور إعادة تقييم لما شكّل المغامرة الأكثر مأساوية بالنسبة للولايات المتحدة الأمريكية في تاريخها المعاصر. على وفق ما تقدم تم تقسيم هيكلية البحث إلى مقدمة ومحورين تناولت المقدمة موضوع: "فيتنام في ظل الاحتلال الفرنسي 1843 – 1954"، فيما عنَوِن المحور الأول بـ: "دوافع الولايات المتحدة الأمريكية لاحتلال فيتنام"، في حين خُصص المحور الثاني لدراسة: "المقاومة وإنهاء وجود الولايات المتحدة الأمريكية في فيتنام الجنوبية".
Keywords