مجلة ابحاث ميسان (Dec 2020)
الإجمال والتفصيل في علم الله تعالى بالأشياء (دراسة في التحليل الفلسفي)
Abstract
تناولنا في دراستنا هذه علم الحق تعالى بذاته وبمخلوقاته، ويعتقد الفلاسفة الإلهيون جميعاً بالعلم الإلهي، وأنّ علم الله تعالى بذاته علم حضوري. ولكن اختلفت آرائهم حول علمه تعالى بمخلوقاته، فمنهم من قال أنّ علمه بالموجودات عن طريق علمه التفصيلي بالمُثل، ومنهم من قال عن طريق اتحاد العاقل والمعقول، ومنهم من قال أنّ علمه عن طريق الحضور، ومنهم من قال أنّ الصور المرتسمة هي متعلق علمه بالموجودات، ومنهم من قال بالثابتات الأزلية، ومنهم من قال بالأعيان الثابتة. ولكن ملاصدرا لم يقبل جميع ما طرح من نظريات وآراء حول العلم الإلهي إلّا إنّه لم يرفضها بالكامل بل سعى إلى أخذ ما فيها من نقاط قوة ليستفاد منها في طرح معتقده حول العلم الإلهي. ومن خلال دائرة النقاش الممنهج الفاعل الذي أجراه لآراء الآخرين قدم نظرية خالصة وخالية من جميع نقاط الضعف، ومزينة بجميع ما يستوجبه العلم الربوبي. وقد أثبت بالبرهان أنّ لله تعالى له علماً بذاته في مرتبة ذاته، وهو عين الذات، وله أيضاً علماً بموجوداته في مرتبة ذاته، وهو المسمى بالعلم قبل الإيجاد، وهذا العلم هو إجمالي في عين الكشف التفصيلي، وله تعالى علماً تفصيلياً بما سوى ذاته من الموجودات في مرتبة ذاتها خارجاً عن الذات المتعالية، وهذا هو العلم بعد الإيجاد، وهو علم حضوري، يكون للمجردات بأنفسها، وللماديات بصورها المجردة.
Keywords