آداب الرافدين (Jun 2000)

النقد الادبی بین الفن والعلم

  • محمود درابسة

DOI
https://doi.org/10.33899/radab.2000.166760
Journal volume & issue
Vol. 30, no. 33
pp. 250 – 265

Abstract

Read online

یعد النقد الأدبی صنفا أدبیا یجمع بین الفن والعلم فالنقد یعتمد على الذوق واللمح والقدرة على الإحساس بالجمال، کما أنه یعتمد على موهبة الناقد و استعداده الفطری لهذا العمل الشاق. اضافة الى ذلک فان النقد لایمکن أن یساعد على نمو الحرکة الأدبیة وافادة الشعر بخاصة والأدب بعامة دون تمکن الناقد من مصادر العلم والمعرفة الانسانیة المختلفة . فقد أفاد النقد الأدبی من مصادر الثقافة الفلسفیة الیونانیة حیث اطلع النقد الأدبی على الثقافة الیونانیة من خلال کتابی الخطابة وفن الشعر لارسطو اللذین نقلا الى العربیة فی مرحلة مبکرة من القرن الثالث الهجری على یدی الفارابی وابن سینا . ولذا فان اراء ارسطو فی تعریف الشاعر والعالم قد ترکت النقد الأدبی فی شغل شاغل فی هذا الصدد. فقد رأى أرسطو أن الشاعر یقدم نوعا من الاحتمال ولیس تجسیدا للحقائق وانعکاسا لها، وان مهمة الشاعر لیست تصویر الحقائق ونقلها بل أعطاء أمثلة حیة ومؤثرة فی السلوک الأخلاقی بخاصة والانسانی بعامة . وقد شکلت هذه الصورة التی رسمها ارسطو للشعر فی کتابه النقدی "فن الشعر" حدا فاصلا بین الشعر والعلم، وجعلت الناقد الأدبی یحس بقوة بان النقد لم یعد ذوقا جمالیا غیر معلل وأنما أصبح فنا و علما معا. وانه لابد أن یستفید بقوة من مصادر العلوم الفلسفیة، وبخاصة تلک العلوم والثقافة الفلسفیة التی ظهرت فی الشعر العربی فی الفترة العباسیة. کما افاد النقد الأدبی من علم النفس ونظریاته فی تناول وتحلیل مسائل الالهام والابداع عند الشعراء ، فضلا عن افادته من نظریات علم الجمال فی دراسة الجوانب الفنیة فی العمل الإبداعی . ومیز کذلک النقد الأدبی بین لغة الشعر والأدب ولغة العلم، اذ أن لغة الشعر تعتمد على الایحاء واللمح والاشارة والصورة الفنیة ، بینما تصاغ لغة العلم بشکل أکثر وضوحا وتحدیدا.

Keywords