الآداب (Mar 2019)
الاتصال غير اللفظي في صحيح البخاري (الهيئات العامة أنموذجاً)
Abstract
للمرء هيئاتٌ كثيرةٌ يظهر بها، أو عليها، ولكل هيئة صور جسدية، ولكل صورة لفظ خاص يكون كالصورة الفوتوغرافية، تعبر عن تلك الهيئات وأحوالها. وللهيئات العامة في الاتصال غير اللفظي مدلولٌ واضحٌ في تقريب التصور والصورة، ورسم معالمها، وبلغ عدد أحاديثها في صحيح البخاري (140) حديثاً، وكانت في بعض المواقف أكثر قوة من الاتصال اللفظي، أو خير معين له، ومكملاً لما حصل من نقص؛مما يكسبها مصداقية أكثر من الاتصال اللفظي. وظهرت دلالة الهيئات العامة، سواء صرَّح راوي الحديث باللفظ، أو دلَّ عليه سياق الموقف، في: إقامة التواصل، وقيام الحركة مقام اللفظ، والإبانة عن كثير من المعاني، وشرحها، ورسمها، وتشكيلها على هيئة تَظهر فيها المعاني مجَسَّدةً محسوسة؛ لإيضاح المعاني التي يصعب فهمها على الصحابة، ولتعديل السلوك الخاطئ من بعض أصحابه، وزيادة الفهم وتصوير المعنى، وربما كانت مصدراً من مصادر التشريع. كل هذا يعزز من منزلة الإشارة في السلوك الكلامي، ودورها في الكشف عن مقاصد المتكلم، أو استعمالها لأغراض بلاغية أخرى.
Keywords