مجلة الآداب (Mar 2020)

تَفكيكُ خِطابِ التَّضليلِ الفِرعَونِيِّ في القُرآنِ الكريمِ

  • Haider Fadhil Abbas

DOI
https://doi.org/10.31973/aj.v1i132.759
Journal volume & issue
Vol. 1, no. 132

Abstract

Read online

يكشف تفكيك الخطاب السلطوي في القرآن الكريم جانب اللغة اللامرئي ويظهر الاستجابة اللاشعورية لقوة أنساقها المضمرة، فالتكيف اللغوي يستتبع تكيفاً فكرياً عقائدياً إذ يستجيب العقل لآليات تفكيره اللغوي . وإذا كان الواقع سابقاً للغة، واللغة لاحقة له، فإن اللغة بما تنطوي علية من سطوة وهيمنة على اللاشعور تغدو مُشكّلةً لهذا الواقع فكأنها سابقة له لا لاحقة. إن وقوع شعب ما تحت سلطة القمع الوحشي مدة طويلة في ظل حكم دكتاتوري ينتج سلطة قامعة أخرى هي سلطة اللاوعي الجمعي التي تحدث شرخاً في شخصية الفرد، فترسخ فيه قيم العبودية وأنساقها. فالإرث القمعي متأصّل في مملكة فرعون حتى أضحى ذاكرتها الجمعية، وكلما تغلغل هذا الإرث في بنية المجتمع، مع تقادم الزمن، بات جزءاً من هُويّة الأمة، وحينها يصبح مقدساً. إن وقوع الشعب الإسرائيلي تحت سلطة القمع الوحشي مدة طويلة في مملكة فرعون أنتج سلطة قامعة أخرى هي سلطة اللاوعي الجمعي التي أحدثت شرخاً في شخصية الفرد الإسرائيلي ورسخت فيه قيم العبودية والاستسلام لأنساقها. وقد ينتج الإحساس بالقمع بفعل قسوته وطول مدته، داخل منطقة الوعي سلطة قمع ومراقبة داخل اللاوعي فتخلق الشخصية رقيبها الداخلي القامع . فلا يستطيع الإنسان تحت سطوتها أن يمارس جوهره الإنساني، فتبقى إرادته معطّلة تنتظر حدثاً مفصلياً في لحظة تأريخية تأتي برؤية أخرى تنقذ الإنسان من إنتاج عبوديته التي يدفعه الطغيان إلى إعادة إنتاجها مرة بعد أخرى.

Keywords