آداب الكوفة (Oct 2021)
فلسفة المسوغات النحوية في الميزان - مسوغات الابتداء بالنكرة أنموذجًا
Abstract
تعد فلسفة المسوغات النحوية من الموضوعات التي تكشف عن آلية تعامل النحاة في تقعيدهم مع التراكيب الخارجة عن أصلها؛ إذ تقوم على التسهيل وإجازة الاستعمال، وتكشف بالتالي عن ملامح الفكر النحوي في مراحله المختلفة، ومن هنا برزت مشكلة الدراسة وتجسدت في تساؤلاتها الأساسية: هل الخروج عن الأصل خروج عن قانون نظري شكلي يمكن تعويضه بالمسوغات؟ وما العلاقة بين الأصل واشتراطات المسوغات؟ وهل يؤدي المسوغ للخارج عن الأصل البعدين النحوي والسياقي اللذين كان يؤديهما الأصل؟ وما علاقة فكرة المسوغات بالفكر النحوي؟ وجمعًا لأطراف تساؤلات الدراسة حدد ميدانها في (مسوغات الابتداء بالنكرة) لكثرتها وتباين النحاة في التعامل معها. وقد قامت الدراسة على المنهج الوصفي التحليلي، وخلصت إلى نتائج منها: فلسفة المسوغات النحوية، المتمثلة في (مسوغات الابتداء بالنكرة) لها جذورها العميقة في الفكر النحوي؛ فالتراكم المعرفي الذي حوته تفاصيلها لا يمكن أن يكون مبنيا على أسس وهمية إذ يجسد مراحل زمنية متصلة؛ فالضابط الذي أشار إليه سيبويه لضبط فكرة المسوغات في بداية مراحل هذا الدرس كان متزامنا في أذهان النحاة في المراحل التالية له، وإن تباينوا في آلية توظيفه؛ إذ صنَّفت الدراسة محاولاتهم حصر مواطن مسوغات الابتداء بالنكرة إلى ثلاثة أنماط، منها ما هو بيان بالسِّمات العامة للمسوغات، ومنها ماهو بيان بالسِّمات الفرعية لها، ومنها ماهو تشقيق للسِّمات الفرعية إلى سمات فرعية لها، كما صنَّفت سمات مسوغات الابتداء بالنكرة إلى نمطين: سمات متعلقة بالنكرة ذاتها، وسمات متعلقة بخبر النكرة، وخلصت إلى أن دلالة التخصيص من أكثر الدلالات بروزًا في السمات المتعلقة بالنكرة ذاتها، وتتجلى في علاقة التلازم والارتباط بين ركني التركيب، وأنَّ كلَّ مسوغ يحمل بعدين دلاليين: بعد سياقي عام، وبعد نحوي خاص.
Keywords