İlahiyat Akademi (Dec 2023)
'الصُّعُوبَاتُ الُّلغَوِيَّة فِي تَعَلُّمِ العَرَبِيَّةِ عَلَى المُتَعَلِّمِينَ الأَتْرَاكِ 'طلاب كلية الإلهيات بجامعة غازي عنتاب نموذجا
Abstract
على الرغم من المشترك اللفظي والدلالي لآلاف الكلمات بين العربية والتركية، إلا أن تلك النقطة المبشرة يفترض البحث أنها لم تُكَلِّلْ مجهود التعلم بالنجاح، أو ربما لم يتم استثمارها بالشكل الأمثل في إحداث طفرة نوعية في تعليم العربية للأتراك. وقد واجهت هذه المقالة بعض هذه المعضلات، محاولة وصفها وصفًا علميًّا وتحديد أبعادها وجوانبها، من خلال ما استقر من قواعد المنهج التقابلي، والوصفي التحليلي. ولقد واجه الباحث عدة صعوبات أثناء تدريس اللغة العربية للطلاب الأتراك، هي انعكاس بشكلٍ، أو بآخر لما يعانيه هؤلاء الطلاب من مشكلات، غير أنها كانت صعوبات متنوعة ومتداخلة ومختلطة، تظهر على ألسنة الطلاب وأقلامهم في أخطاء صوتية وتركيبية وكتابية... وغيرها، إذ ينتهي بأكثرهم الحال إلى الحكم بصعوبة تعلم هذا اللسان، أو أنه من المحال الوصول إلى إتقانه في أحيان كثيرة، فاتضح أن مشكلات التعلم وصعوباته لا ترجع إلى الألفاظ من حيث هي، أو إلى التراكيب العربية غير التامة بشكل كبير، بل ترجع إلى التراكيب النحوية التامة، والأنساق التعبيرية العربية بشكل عام، فأظهرت الدراسة جوانب اتفاق وتشابه، أو اختلاف بين نظام اللغتين التركيبي اتضح من خلاله المقصود، وتبينت العلة الكبرى. وقد شفعت هذه الدراسة بنتائج استبانة لآراء الطلاب حول اللغة العربية كانت خير معتمد في الوصول إلى النتائج. وقد اعتمدت الدراسة على منهج التحليل التقابلي في الجانب النظري منها، حيث إن هذا المنهج هو الأجدر في الوصول لما ترمي إليه الدراسة من حيث تناوله الظواهر اللغوية بالتحليل، ثم يشفع ذلك التحليل بالعرض التقابلي بين اللغتين العربية والتركية، لإحداث الموازنة المنشودة التي تظهر من خلالها قدر الصعوبة التي تواجه المتعلم التركي للغة العربية، وإن الدراسة تؤمن بأن الخبرة اللغوية الأولى للمتعلم في اللغة الأم وهي هنا التركية مؤثرة بشكل فعال، ومسيطرة بشكل كبير على عملية تعلم لغة أجنبية وهي هنا العربية، فقد أكدت دراسات علم نفس اللغة أن استدعاء المتعلم للغته الأم عند مواجهة ظاهرة لغوية جديدة في لغة متعلَّمة أمر ضروري وحتمي، بل يحدث بغير شعور. ومن ناحية أخرى اعتمدت الدراسة في الجانب التطبيقي منها على قواعد المنهج الوصفي مستعملًا الباحث أدوات الإحصاء من خلال تحليل النتائج لورقة الاستبانة التي وزعت على (152) طالبًا تركيًّا بكلية الإلهيات جامعة غازي عنتاب، مثَّلت عينة الدراسة العشوائية، بعد التأكد من مناسبة العينة للدراسة، واستبعاد المخالف منها. وقد عقدت هذه المقالة على مطلبين وخاتمة، المطلب الأول بعنوان: "موازنة بين مستويات الدرس اللغوي العربي والتركي". مثَّل الجانب النظري من الدراسة، ثم المطلب الثاني وجُعل تحت عنوان: "عرض البيانات وتحليل النتائج من واقع ورقة الاستبانة" مثَّل الجانب التطبيقي منها. وفي الخاتمة جمعت النتائج والتوصيات النهائية الهامة التي خرج بها البحث، إضافة لذيل الملحقات الجامع لصور من ورقة الاستبانة الموزعة على الطلاب، مع الجداول الإحصائية.