ماء زمزم في ميزان البحث العلمي

Abstract

علميًّا يوصف ماء زمزم بأنه ماءٌ قلوي أو قاعدي، ونظرًا لِما عُرِف عن هذا الماء الطهور وفضله، فقد كُثَرت الأقاويل وانتشرت حول قيمته الغذائية، وفوائدِه الصحية، وباتت الكثير من مواقع التواصل الاجتماعي تتناول وبشكل غير دقيق الخصائص العلمية والصحية لهذا الماء المبارك، فكان لزامًا تجليةُ الأمر، وتبيان موقف العلم من تلك الأقاويل، استنادًا إلى مخرجات البحوث العلمية الرصينة والمنضبطة. بينت التحاليل الكيمائية في مركز أبحاث الحج بجامعة الملك عبد العزيز أن ماء زمزم نقي لا لون له ولا رائحة ، ذو مذاق رائح قليلا وهو ماء قلوي يحتوي على تركيزات عالية من الصوديوم و الكاليسيوم والمغنسيوم و المعادن الأخرى و لكنها تقع ضمن مقاييس منظمة الصحة العالمية. أما بالنسبة للعناصر التراكمية (والتي تكمن خطورتها بسبب زيادة تركيزها بمرور الزمن حيث تترسب داخل الجسم) فقد أثبتت العديد من الدراسات خلو ماء زمزم منها ولكن قد تتواجد بنسب قليلة جداً نتيجة الخزن في العبوات البلاستيكية، ومن المعالجة بالأشعة فوق البنفسجية وجد أن ماء زمزم خالي من الجراثيم. وقد أجريت الدراسات السريرية في جامعة الدمَّام - السعودية، على مجموعة من مرضى السُّكَّري، حيث أظهر تناول ماء زمزم "على مدى شهرين بمعدَّل لتر واحد يوميًّا" قدرةً على التخفيف من حالة التأكسد في الجسم، وخفضًا لمؤشِّر السكر طويل الأمد، المعروف بالسكر التراكمي، بالمقارنة مع مجموعة أخرى من المرضى تم إعطاؤهم ماء الشرب العادي . ونظرًا لاحتواء ماء زمزم على كميات معتبرة من عناصر الليثيوم والكالسيوم والمغنيسيوم والزنك، فقد تم اقتراح إدراج ماء زمزم في العلاجات المحتملة لمرضى الإدمان على المخدِّرات، حيث تظهر الدراسات العلمية قدرةَ تلك العناصر المعدنية على التخفيف مِن حدة الإدمان لدى المتعاطين. كما إن ماء زمزم يمتلك خصائص بصرية فريدة، حيث ان الامتصاصية البصرية لماء زمزم هي الأعلى مقارنة مع المياه العادية والممغنطة والماء المقطر وعند معظم الأطوال الموجية المقاسة، كما وجد أن الإنعكاسية البصرية هي الأعلى لماء زمزم عند نفس الطول الموجي، أما معامل الرقة لماء زمزم فقد كان أعلى من النماذج الأخرى .