مجلة العلوم السياسية (Dec 2023)
أثر الصعود الصيني في إعادة هيكلة النظام الدولي
Abstract
تُقَدِم الصين أنموذجًا لقوة دولية صاعدة تطمح إلى تأمين مصالحها القومية، والعمل على تعزيز دورها في السياسة الدولية، وإعادة تشكيل بنية النظام الدولي الحالي من نظام أحادي القطب تحت هيمنة الولايات المتحدة الأميركية إلى نظام متعدد الأقطاب. وإحلال مبدأ الشراكة في إدارة الشؤون الدولية بدلاً من مبدأ الفردية الذي تبنته الإدارة الأميركية في مقاربتها للقضايا الدولية المختلفة. مع تعزيز دور منظمة الأمم المتحدة وتنظيم العلاقات بين الدول وفق مبدأ العدالة والمساواة والتعايش السلمي بعيداً عن سياسة المحاور والتكتلات التي كانت سائدة خلال حقبة الحرب الباردة، وفي الواقع، فإن الصين تمتلك من مقومات القوة المختلفة: البشرية، والجغرافية، والاقتصادية، والعسكرية، والتكنولوجية، والسياسية، والحضارية ما يؤهلها للدفاع عن رؤيتها الخاصة لنظام دولي جديد، إلا إن الصين تدرك أن المهمة ليست بالسهلة؛ فهذه الرؤية تتعارض مع رؤية الولايات المتحدة الأميركية التي صاغت لنفسها هدفاً استراتيجياً يتمثل بمنع ظهور أي منافس لها، أو حتى أي قوة تطمح إلى أداء دور أكبر مِما ينبغي لها من وجهة النظر الأميركية. وعليه، انتهجت الصين سياسة قائمة على المنافسة وليست المواجهة، بمعنى الدخول في منافسة الولايات المتحدة الأميركية مع تجنب أي شكل من أشكال المواجهة أو الصدام المباشر معها.
Keywords