مجلة اداب ذي قار (Mar 2024)
"نظرية فنّ البیان البلاغية" في التعاطي مع اللسانيات الجدیدة
Abstract
ترعرعت البلاغة العربية في أحضان القرآن الکریم، وکان الهمّ الأکبر لروّادها الکشف عن الأسرار الجمالية لهذه المعجزة الخالدة، ولاشکّ أنها قدّمت وقتها خدمات جلیلة في إبراز الدقائق الأدبية والبلاغية للقرآن الکریم، لکنّها تجمّدت وتکلّست تدریجیاً، حتی أشرفت علی مشارف الموت، فتمّ حذفها في المنظومة الأدبية الغربية بحجة أن مفعولها انتهی ولم تعد صالحة لتحلیل النصوص الأدبية في العصر الراهن. والحقّ معهم برأي هذا الباحث، لأن الآداب العالمية تعرّضت لتیارات عنیفة وجرّبت أنماطا جدیدة من الأنواع الأدبية لاتصلح البلاغة العربية التقلیدية لفهمها فضلاً عن تفسیرها وتحلیلها. هذا ما دفع الباحث لرسم منظومة بلاغية جدیدة سجّلت رسميا في إیران بعنوان: "نظرية فنّ البیان البلاغية"، وهي نظرية لها أصول (لبنائها علی أسس کونية فلسفية) وقواعد (لإعادة بنائها بتوظیف المستجدات الأدبية الحدیثة) وأبواب (لتحلّ محل ثلاثية المعاني والبیان والبدیع في منظومة السکاکي). هذا البحث یتکفلّ بتحدید القواعد السبع التي یعتقد الباحث أنها تضمن لهذه المنظومة الجدیدة بداعتها وحداثتها لتواکب الجدید في ساحات النصّ الأدبي في عالم الیوم. طبّق الباحث المنهج الوصفي التحليلي الاستکشافي لرسم القواعد السبع المختارة في نظريته البلاغية وهي: المجالات، والمقامات، والمسارات، والمساحات، والمقاطع، والمظاهر، والمراتب. وهي الکفيلة بتعاطي البلاغة مع اللسانيات الجديدة والعلوم الأدبية التي اعتبرها أدباء الغرب المعاصرين بدائل عن مادّة البلاغة التقليدية. توصّل البحث إلی نتائج، أهمّها: ضرورة إعادة بناء البلاغة بالفرز بین مجالي اللفظ والمعنی، ومقامي المرسل والمتلقّي، إدخال مسارات الأدب ومساحاتها الجدیدة ومقاطع الکلام ومظهريه الشفهي والکتبي ومرتبتيه الظاهر والباطن في الدرس البلاغي.
Keywords