مجله زبان و ادبیات عربی (May 2022)
استدعاء الروایات المیثولوجیة من منظور البعث والإحیاء فی أشعار فایز خضور
Abstract
إن الأسطورة قصة تعبر عن حیاة الأقوام وثقافتها وعادة لا یعرف أصلها. تدل الأساطیر علی الحاجات اللاواعیة للعقل البشری وتتحدث مع الإنسان والعالم المحیط به. فی کل فترة یمر بها الإنسان، یکون دائمًا مدینًا لماضیه ولأسلافه ولهذا کانت الأساطیر مصدر إلهام للشعراء والکتاب وتتکرر کثیرا فی الأدب المعاصر لمختلف الشعوب بسبب قوة تأثیرها فی النفوس. تشابک الشعر العربی المعاصر مع الأسطورة بحیث یمکن اعتبار توظیف الأسطورة أحد أهم ظواهره الفنیة. لم یستعن الشعراء العرب المعاصرون بالأسطورة واقتباس الهیکل الأسطوری بالهیئة الموجودة فی الکتب والروایات فحسب، وإنما قاموا بإحداث التغییرات فی روایاتهم وتحویلها إلی صور متنوعة بغیة تطبیقها مع الأوضاع الراهنة فی عصرهم. إنّ مضمون التفکیر الغائی من مضامین توظفت فی قصائد فایز خضور توظیفاً مختلفا. وإن ما جعل کتابة هذا البحث کضرورة عند الباحثة عبارةٌ عن استحضار الزوج الأسطوری بعل وعنات - إینانا ودوموزی - شمش وجدیلة فی قصائده. ففی بدایة الأمر، قامت الباحثة بدراسة الروایات المیثولوجیة والعناصر التی ارتبطت بها، ثم یسعی هذا البحث إلی دراسة العناصر الأسطوریة فی قصائد فایز خضور. بالنظر إلی أنه شاعر متألم وعالم بمأساة الإنسان العربی ویقدم نفسه على أنه شاعر الموت وبذل قصاری جهوده الفکریة فی إحیاء الحضارة الشرقیة محاولاً أن یعید تجربته الشعریة تحت الرموز المرتبطة بالموت والحیاة، إن الباحثة تناولت دراسة التفکیر الغائی لأساطیر الموت والانبعاث فی ضوء قراءة میثولوجیة عبر المنهج الوصفی -التحلیلی. تدل النتائج المتوصل إلیها فی هذه المقالة على وجود صلة عمیقة بین فکر الشاعر وعناصر الموت والانبعاث الأسطوریة، لکنه یقدم توظیفا معکوسا ومختلفا عنها ویغیر روایتها لیزیح لنا الستار فی آثاره عن الظروف الاجتماعیة فی البلاد العربیة بما فیها من الدمار والظلمة. ومن أهم أهداف الشاعر لهذا الاستخدام الأسطوری یمکن الإشارة إلی تحوّل الأساطیر الدّلالی وانطباقها (تکییفها) أکثر فأکثر مع الوضع المسیطر علی المجتمع السوری والأقطار العربیة الأخری
Keywords