مجلة ابحاث كلية التربية الاساسية (Dec 2022)
القیم الإنسانیة فی شعر مجنون لیلى
Abstract
ضم دیوان قیس بن الملوح المشهور بـ"مجنون لیلى" قیما تعود إلى مختلف أنواع النظم الإنسانیة کالاجتماعی والدینی والعاطفی، وفی کل منها یمکن تتبع القیم الإنسانیة لکونیتها بوصف أنّ الشعراء -ولا سیما الوجدانیین منهم- یعبرون عن کوامن الطبیعة الإنسانیة وأن الشعر بإجماع النقاد أکثر أنواع الأدب أدبیة. مجنون لیلى هو الشاعر الأموی الغزلی الذی ذاع صیته فی أرجاء العالم العربی والأجنبی على المستوى التاریخی والأدبی والفنی، وقد سعى هذا البحث من خلال التمهید إلى شرح مفصل للعنوان لغةً واصطلاحا والحدیث بإیجاز یناسب المقام عن حیاة الشاعر ورأی الشعراء والنقاد فیه. ثم سعى البحث إلى استخلاص القیم الإنسانیة على المحاور الثلاثة الدینی والقبلی والاجتماعی، وحاول تحدید مفهومها وکیفیة تمییزها عن غیرها من أنواع القیم الأخرى التی لا توصف فی العادة بهذه الصفة. کما سعى للبحث عن البعد الفنی للقیم الإنسانیة على مستوى اللغة والصورة والإیقاع وتوصل إلى جملة أمور تطمح أن ترتقی بمستوى البحث جمالیاً، وتضمن مناقشة وردودا على بعض النقاد الذین شطوا فادعوا أن شخصیة مجنون لیلى شخصیة أسطوریة لم تکن واقعیة، وحجتهم أن شعره یحتوی قیماً ومشاعر إنسانیة أشبه بالخیال لرُقیها على العالم الواقعی بل والمثالی فی بعض الأحیان، فقام البحث باعتماد عدد من القرائن والأدلة العلمیة لتفنید تلک الادعاءات التی أطلقها بعضهم على عواهنها من باب "خالف تُعرف" لیس إلا، وظن آخرون أنه سمی بالمجنون لخلل فی عقله فقام البحث باستقراء نصوص لغویة کثیرة لإثبات أن الإفراط فی الشیء قد یُسمى جنوناً ولیس قلة العقل فقط. ولم یهمل البحث الجوانب الفنیة الشعریة لدى الشاعر فکشف البحث عن أن الشاعر کان یهتم اهتماماً بارزاً باختیار الألفاظ المناسبة والحرکات والأحرف والبحور مراعاةً منه للإیقاع الداخلی والخارجی، لتعکس التجربة التی هو بصددها بشکل مناسب من حیث الدلالة والرمز والتناص والعنایة بالصورة الشعریة فی استجابتها وتأثیرها فی المتلقی لأن الصورة الفنیة هی جوهر التعبیر الشعری.