المجلة الدولية للعلوم الإنسانية والاجتماعية (Jul 2023)
تهويد القدس ثقافياً (1967-2022)
Abstract
تتناول الدراسة الحديث عن تهويد مدينة القدس من الناحية الثقافية، ففي عام 1967، استكمل احتلال فلسطين بالكامل، وأراضي عربية أخرى، عام الهزيمة العربية والفلسطينية، فقد نشأت ظروف جديدة محفزة، لتوسيع نطاق المشروع الصهيوني. لذلك منذ إعلان ضم القدس في الثامن والعشرين من حزيران عام 1967، بدأت دولة الاحتلال بسلسلة من الإجراءات وسن القوانين التي تبغي هدف واحد محدد: التطهير العرقي للسكان الفلسطينيين في القدس وإحلال المستوطنين اليهود مكانهم، لتحقيق التهويد الكامل والأسرلة النهائية للقدس ولمن سيتبقى من سكانها، باعتبارهم أقلية معزولة وهامشية على صعيد الإسكان، والتعليم، والصحة، وقوانين الإقامة والتنقل، والعمل، تسجيل المواليد... وتهدف هذه الدراسة إلى استقصاء الأحداث التاريخية الثقافية التي تمحورت في خمسة وخمسين عاماً على ما يسمى بالنكسة في التاريخ المعاصر للقضية الفلسطينية، وقد سبقها النكبة، تلك النكبة التي وقعت عام 1948، والتي لعبت دوراً خطيراً في التأسيس للواقع الذي يعيشه الشعب والقضية الفلسطينية حتى اليوم. كما وتهدف الدراسة إلى إلقاء الضوء على أهم الممارسات والسياسات التي قامت بتطبيقها إسرائيل بعد سيطرتها على مدينة القدس الشرقية عام 1967، خاصة فيما يتعلق بالجانب الصهيوني، الذي عمد على استخدام سياسة مفادها تهويد المدينة في كل المجالات ونخص بالذكر الناحية الثقافية. اتبعت الدراسة منهجية البحث التاريخي الوصفي، وقد سعى الباحث إلى على الاعتماد على مصادر ومراجع موثوقة، رغم قلة المراجع والدراسات حول الموضوع وصعوبة الوصول إلى مدينة القدس. وقد توصل الباحث إلى عدة نتائج كان من أهمها أن استطاعت خلق حقائق جغرافية وديموغرافية وسياسية إسرائيل من تغيير الكثير من معالم القدس وجزء من هويتها العربية الإسلامية وصبغتها بالصبغة الإسرائيليةـ وقد حققت إسرائيل أكثرية يهودية في المدينة مع محاولة استئصال الوجود العربي محاصرة التجمعات السكانية في المدينة وحولها. وخلص الباحث إلى العديد من التوصيات كان أهمها إعطاء مدينة القدس أهمية أكبر من قبل الباحثين والمتخصصين في شتى المجالات، بحيث تدرس الحياة بمختلف جوانبها في القدس على مر التاريخ، واثبات أنه لا يوجد تاريخ لليهود في المدينة. وأوصى الباحث كذلك إلى ضرورة عمل وزارات التربية والتعليم العالي في جميع الدول العربية على طرح مقرر تاريخ القدس كمقرر إجباري لجميع الطلبة سواء في المدارس أو الجامعات. ومن التوصيات الأخرى التي أشار إليها الباحث ضرورة إعادة تأهيل ما يمكن تأهيله من المدارس الأيوبية والمملوكية في مدينة القدس بالرغم من صعوبة ذلك بفعل إجراءات الاحتلال الإسرائيلي في المدينة.
Keywords