مجلة جامعة تشرين للبحوث والدراسات العلمية- سلسلة الآداب والعلوم الانسانية (Jul 2024)
العلم والعلماء زمن الدولة البويهية في العراق
Abstract
كانت بلاد الاسلام موحدة في ظل الخلافة العباسية، ولكن بعدما أصابها الضعف انقسمت إلى دويلات صغيرة يحكمها أمراء وسلاطين كل منهم يحكم دولته بعيداً عن سلطة الخليفة العباسي الذي لم يبق في يده سوى بغداد عاصمة الدولة، مما ساهم في سيطرة البويهيين على السلطة عام 334ه في بغداد وحافظوا على الخلفاء العباسيين لكن بدون سلطة سياسية فهم أصحاب الأمر والنهي، وقد نشطت الحركة العلمية بشكل كبير في عهد البويهيين، حيث استقطبوا العلماء الكبار من مختلف العلوم وأغدقوا عليهم العطايا وساهموا في إنشاء المدارس والمساجد والمكتبات، كما شجعوا طلبة العلم وأمنوا لهم أماكن دراستهم والطعام، واشتعلت قصور البويهيون بالمناظرات العلمية حتى أصبح الحكام البويهيون أنفسهم نشيطون في العلوم والاهتمام بها، وكذلك أمراء بني بويه ووزرائهم ممن تسابقوا لطلب العلم وتشجيع العلوم والعلماء، وتأمين ما يحتاجونه في سبيل العلم، كما أسهمت دكاكين الوراقين في النهضة العلمية في العهد البويهي وانتشرت حركة الترجمة من اللغات الأخرى لمختلف أصناف العلم، حتى أصبحت بغداد قبلة العلماء وطلاب العلم من كافة أصقاع الدنيا، وأصبحت الكتب العلمية في العهد البويهي تترجم إلى مختلف اللغات طلباً للعلم والمعرفة.