مجلة ابحاث كلية التربية الاساسية (Dec 2010)
النهج الشعوبي لدى البرامكة
Abstract
تناولت هذه الدراسة تمهيدا تضمن : تقديم تعريف للشعوبية وبيان أساليبها وأهدفها ، ثم تطرق إلى التعريف بأسرة البرامكة منذ بدايات ظهورها على مسرح الأحداث ، والاشارة إلى أهم الأدوار التي قامت بها في العصر العباسي إلى عهد الخليفة هارون الرشيد بصورة موجزة . ثم الانتقال إلى تشخيص ابرز اعمالها وممارساتها التي تنسجم مع التوجهات الشعوبية، والتي منها العمل على احياء الثقافة الاعجمية لا سيما التاريخية منها والأدبية وتشجيع ترجمتها إلى اللغة العربية ، واحتضان المترجمين والكتاب ذوي الميول الشعوبية من الفرس خاصة لإعلاء شأن الحضارة الفارسية ، وفي القوت نفسه العمل على الحط من مكانة العرب ودورهم وثقافتهم بتأليف الكتب في ذمهم والسخرية من عاداتهم وتقاليدهم . كما احتضن البرامكة الشعراء من ذوي الميول الشعوبية ليقوموا بدور الدعاية لهم ولثقافتهم الاعجمية بين أوساط الرأي العام ، كما عملوا على زعزعة مفاهيم العقيدة الإسلامية تحت شعار حرية الرأي ومجالس الشرب والمؤانسة وتقريب عناصر متهمة بالزندقة والإلحاد وغيرهم ، وكذلك القيام بنشاطات سرية ذات طابع عرقي من خلال مجالس لا يحظرها سوى الفرس ، فضلا عن تفضيل بني جنسهم لاستلام الوظائف المهمة في الدولة ، وظهور ميلهم إلى الديانة المجوسية مما جعل اصابع الاتهام توجه لهم بالزندقة . ومن جانب آخر فانهم سخروا أموال الدولة لخدمة أغراضهم والإنفاق بسخاء على أتباعهم دون مراعاة مصالح عامة الناس وحقوقهم ، كما عملوا على اضعاف وحدة دولة الخلافة العباسية بإحداث الخلاف والشقاق بين ابناء الخليفة خدمة لمصالحهم الأنانية والعرقية .