Cumhuriyet İlahiyat Dergisi (Dec 2021)

مغامرة رواية تحوّل فيها النعل الى البغل في سياق أهمية التحقيق ونقد المتن

  • Yusuf Acar

DOI
https://doi.org/10.18505/cuid.989336
Journal volume & issue
Vol. 25, no. 3
pp. 1341 – 1358

Abstract

Read online

: فإذا كانت الرواية أو المتن تخبر عن واقعة أو شخص أو حال في التاريخ، فإن لكل رواية تاريخاً يلقي الضوء على تكونها ووصولها إلينا، وإضاءة هذا التاريخ لا تقل أهمية عن تحليل المحتوى. لهذا السبب، من الضروري فحص المصدر الذي وردت فيه الرواية عما تم تضمينه فيه قد سلم حتى يومنا هذا كما تم تأليفه من قبل المؤلف دون التعرض لأي تدخل خارجي، ويجب أيضا تدقيق الرواية من حيث الصحة والدلالة مع سلامة الإسناد والمتن. فمن أجل ذلك إذا قيل "نقد المتن" يجب أن يتبادر إلى الذهن فهْم تحقيق المصدر/Scholarly Editing وشرح الرواية مع البحث عن صحتها من جهة الإسناد والمتن/ Literary Criticism. عدم اتباع الطريقة القياسية، وقلة عدد النسخ التي اكتفي بها، أو تأخر تاريخ نسخها عن تاريخ التأليف، وأيضا أن هناك أغراضا تجارية، فهذه الأمور كلها أدت الى أخطاء اقتضى ضرورةَ إعادة التحقيق للمصنفات التي تم تحقيقها سابقا، ومن هذه المصنفات المحققة التي يحتاج إلى إعادة تحقيقها كتاب "المجروحين" لابن حبان (ت 354/965). وقد قسَّم أبو حاتم محمد بن حبان البستي الرواة إلى قسمين بحسب عدالتهم وضبطهم فجمعهم الذين رآهم ضعيفا في كتابه المجروحين، ووضع أبا حنيفة (ت 150/767) على رأس قائمة الضعفاء. أولاً جرح أبا حنيفة بكونه صاحب الرَّأي، وولد مملوك، ورجلا جدلا، ورجلا ظَاهر الْوَرع، وقليل العلم في الحديث وصناعته، ودَاعيا إِلَى الإرجاء وصاحب البدع، وبكونه رجلا اتفق أئمة العلماء على جرحه. ثم حاول أبو حاتم التدليل على مَزاعمه ذلك بحوالي ثلاثين رواية عن علماء السلف. وهذه الروايات المذكورة قد اختلفت تماماً عن المناقشات والانتقادات العلمية بين العلماء مثل ابن أبي ليلى (ت 148/765)، والأوزاعي (ت 157/774)، وابن أبي شيبة (ت 235/849) وبين أبي حنيفة ومدرسته. لأن هذه الأخبار التي جمعها ابن حبان هي محض روايات مهينة ومثيرة للجدل ضد شخصية أبي حنيفة ومصداقيتها. من حيث كونها مصدرًا لفترات لاحقة، من المهم فحص وتحقيق هذه الأخبار من حيث قواعد وأصول الروايات. إن تاريخ رواية واردة في المجروحين، وهو يعد كتابا رعيلا باعتبار ضخم وموقف من مصنفات الجرح والتعديل التي تكوّن جزءا مهمّا من علوم الحديث، مُلفِت النظر من النواحي. فينقل في هذه الرواية قول الامام أبي حنيفة (ت 150/767) هذا: " لَوْ أَنَّ رَجُلا عَبَدَ هَذَا ‌الْبَغْلَ تَقَرُّبًا بِذَلِكَ إِلَى اللَّهِ جَلَّ وَعَلا لَمْ أَرَ بِذَلِكَ بَأْسًا". وبحسب تحقيقنا من حيث السند فإن ابن أبي مسهر مجهول، ومحفوظ بن أبي ثوبة (صحيحه توبة) متروك، وأحمد بن الوليد الكرخي المخرمي ضعيف، ويحيى بن حمزة هو راوٍ ثقة إلا أنه اتهم بالقدر وبأنه يروي عمن وصف بمنكر الحديث. أما سعيد بن عبد العزيز فلا علاقة له بتحمل هذا الخبر ولا بأدائه. وبالإضافة إلى ذلك فالسند هذا منقطع. بادئ ذي بدء، المنتظر من مصدر أساسي مثل المجروحين الذي يتكون موضوعه وهدفه من نقد الرواة والبحث عنهم، هوان تكون الروايات فيه مقبولة، على الأقل من حيث الإسناد. ولذلك هذا الخبر المذكور ضعيف لا يحتج به باعتبار السند. عندما يتم تحقيق هذه الرواية التي تم ورودها أيضا في مصادر سابقة مثل التاريخ للفسوي (ت 277/890)، من حيث كل من السند والمتن، فإن الوضع الذي يظهر هو كما يلي: تحول تعبير متداول على ألسنة الناس بشكل نميمة ضد أبي حنيفة حول موضوع الإرجاء -هو واحد من أكثر المواضيع مناقشة ساخنة - في النصف الثاني من القرن الثاني في منطقة دمشق، إلى الخبر بالسماع من حيث الإسناد، فأصبح سعيد بن عبد العزيز الذي لا علاقة له بتحمل هذا الخبر ولا بأدائه مصدرَ الخير بصيغة السماع، وتحول كلمة النعل إلى البغل من حيث المتن. سيكون نهجًا اختزاليًا ومفرطًا في التفاؤل الافتراض أن كل هذا قد يكون ناتجًا عن تصحيف المستنسخين وتشويههم. إذ الرواية التي ناقشناها هي مثال نموذجي من حيث إظهار تأثير تضارب الأفكار بين أهل الحديث وأهل الرأي على الروايات. ولكنها ليست المثال الوحيد.

Keywords